الجمال
********
اعلم أن الجمال ينقسم قسمين : ظاهر ، وباطن :
الجمال الظاهر هو جمال الشكل الخارجى
اما الجمال الباطن فهو جمال العلم والعقل والجود والعفة والشجاعة ، وهذا
الجمال الباطن هو محل نظر الله من عبده ، وموضع محبته ، وهذا الجمال الباطن
يزين الصورة الظاهرة وإن لم تكن ذات جمال ، فتكسو صاحبَها من الجمال
والمهابة والحلاوة بحسب ما اكتست روحُه من تلك الصفات ، فإن المؤمن يُعطَى
مهابةً وحلاوةً بحسب إيمانه ، فمن رآه هابه ، ومن خالطه أحبه ، وهذا أمر
مشهود بالعيان ، فإنك ترى الرجل الصالح المحسن ذا الأخلاق الجميلة من أحلى
الناس صورة ، وإن كان أسود أو غير جميل ، ولا سيما إذا رزق حظا من صلاة
الليل ، فإنها تُنَوِّرُ الوجه وتحسنه .
ومما يدل على أن الجمال
الباطن أحسنُ من الظاهر أن القلوب لا تنفك عن تعظيم صاحبه ومحبته والميل
إليه ، وأما الجمال الظاهر فزينة خص الله بها بعض الصور عن بعض ، وهي من
زيادة الخلق التي قال الله تعالى فيها : (يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا
يَشَاءُ ) فاطر/1 قالوا : هو الصوت الحسن والصورة الحسنة .
وكما
أن الجمال الباطن من أعظم نعم الله تعالى على عبده ، فالجمال الظاهر نعمة
منه أيضا على عبده ، يوجب شكرا ، فَإِنْ شَكَرَهُ بتقواه وصيانتِه ازداد
جمالا على جماله ، وإن استعمل جماله في معاصيه سبحانه قَلَبَه له شيئا
ظاهرا في الدنيا قبل الآخرة ، فتعود تلك المحاسن وَحشةً وقُبحا وشَيْنا ،
وينفر عنه من رآه ، فكل من لم يتق الله عز وجل في حسنه وجماله انقلب قبحا
وشَيْنا يشينُه به بين الناس ، فحسن الباطن يعلو قبح الظاهر ويستره ، وقبح
الباطن يعلو جمال الظاهر ويستره "
****************************** ****
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وهذا الحسن والجمال الذي يكون عن الأعمال الصالحة في القلب يسري إلى
الوجه ، والقبح والشين الذي يكون عن الأعمال الفاسدة في القلب يسري إلى
الوجه .. ، ثم إن ذلك يقوى بقوة الأعمال الصالحة والأعمال الفاسدة ؛ فكلما
كثر البر والتقوى قوى الحسن والجمال ، وكلما قوى الإثم والعدوان قوى القبح
والشين ، حتى ينسخ ذلك ما كان للصورة من حسن وقبح ؛ فكم ممن لم تكن صورته
حسنة ، ولكن [ له ] من الأعمال الصالحة ما عظم به جماله وبهاؤه حتى ظهر ذلك
على صورته .
ولهذا يظهر ذلك ظهورا بينا عند الإصرار على القبائح
في آخر العمر عند قرب الموت ، فنرى وجوه أهل السنة والطاعة كلما كبروا
ازداد حسنها وبهاؤها ، حتى يكون أحدهم في كبره أحسن وأجمل منه في صغره ،
ونجد وجوه أهل البدعة والمعصية كلما كبروا عظم قبحها وشينها ؛ حتى لا
يستطيع النظر إليها من كان منبهرا بها في حال الصغر لجمال صورتها ، وهذا
ظاهر لكل أحد فيمن يعظم بدعته وفجوره ، مثل الرافضة وأهل المظالم والفواحش
من الترك ونحوهم ، فإن الرافضي كلما كبر قبح وجهه وعظم شينه حتى يقوى شبهه
بالخنزير ، وربما مسخ خنزيرا وقردا ، كما قد تواتر ذلك عنهم . ونجد المردان
من الترك ونحوهم قد يكون أحدهم في صغره من أحسن الناس صورة ، ثم إن الذين
يكثرون الفاحشة تجدهم في الكبر أقبح الناس وجوها
********
اعلم أن الجمال ينقسم قسمين : ظاهر ، وباطن :
الجمال الظاهر هو جمال الشكل الخارجى
اما الجمال الباطن فهو جمال العلم والعقل والجود والعفة والشجاعة ، وهذا الجمال الباطن هو محل نظر الله من عبده ، وموضع محبته ، وهذا الجمال الباطن يزين الصورة الظاهرة وإن لم تكن ذات جمال ، فتكسو صاحبَها من الجمال والمهابة والحلاوة بحسب ما اكتست روحُه من تلك الصفات ، فإن المؤمن يُعطَى مهابةً وحلاوةً بحسب إيمانه ، فمن رآه هابه ، ومن خالطه أحبه ، وهذا أمر مشهود بالعيان ، فإنك ترى الرجل الصالح المحسن ذا الأخلاق الجميلة من أحلى الناس صورة ، وإن كان أسود أو غير جميل ، ولا سيما إذا رزق حظا من صلاة الليل ، فإنها تُنَوِّرُ الوجه وتحسنه .
ومما يدل على أن الجمال الباطن أحسنُ من الظاهر أن القلوب لا تنفك عن تعظيم صاحبه ومحبته والميل إليه ، وأما الجمال الظاهر فزينة خص الله بها بعض الصور عن بعض ، وهي من زيادة الخلق التي قال الله تعالى فيها : (يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ) فاطر/1 قالوا : هو الصوت الحسن والصورة الحسنة .
وكما أن الجمال الباطن من أعظم نعم الله تعالى على عبده ، فالجمال الظاهر نعمة منه أيضا على عبده ، يوجب شكرا ، فَإِنْ شَكَرَهُ بتقواه وصيانتِه ازداد جمالا على جماله ، وإن استعمل جماله في معاصيه سبحانه قَلَبَه له شيئا ظاهرا في الدنيا قبل الآخرة ، فتعود تلك المحاسن وَحشةً وقُبحا وشَيْنا ، وينفر عنه من رآه ، فكل من لم يتق الله عز وجل في حسنه وجماله انقلب قبحا وشَيْنا يشينُه به بين الناس ، فحسن الباطن يعلو قبح الظاهر ويستره ، وقبح الباطن يعلو جمال الظاهر ويستره "
******************************
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وهذا الحسن والجمال الذي يكون عن الأعمال الصالحة في القلب يسري إلى الوجه ، والقبح والشين الذي يكون عن الأعمال الفاسدة في القلب يسري إلى الوجه .. ، ثم إن ذلك يقوى بقوة الأعمال الصالحة والأعمال الفاسدة ؛ فكلما كثر البر والتقوى قوى الحسن والجمال ، وكلما قوى الإثم والعدوان قوى القبح والشين ، حتى ينسخ ذلك ما كان للصورة من حسن وقبح ؛ فكم ممن لم تكن صورته حسنة ، ولكن [ له ] من الأعمال الصالحة ما عظم به جماله وبهاؤه حتى ظهر ذلك على صورته .
ولهذا يظهر ذلك ظهورا بينا عند الإصرار على القبائح في آخر العمر عند قرب الموت ، فنرى وجوه أهل السنة والطاعة كلما كبروا ازداد حسنها وبهاؤها ، حتى يكون أحدهم في كبره أحسن وأجمل منه في صغره ، ونجد وجوه أهل البدعة والمعصية كلما كبروا عظم قبحها وشينها ؛ حتى لا يستطيع النظر إليها من كان منبهرا بها في حال الصغر لجمال صورتها ، وهذا ظاهر لكل أحد فيمن يعظم بدعته وفجوره ، مثل الرافضة وأهل المظالم والفواحش من الترك ونحوهم ، فإن الرافضي كلما كبر قبح وجهه وعظم شينه حتى يقوى شبهه بالخنزير ، وربما مسخ خنزيرا وقردا ، كما قد تواتر ذلك عنهم . ونجد المردان من الترك ونحوهم قد يكون أحدهم في صغره من أحسن الناس صورة ، ثم إن الذين يكثرون الفاحشة تجدهم في الكبر أقبح الناس وجوها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق