الاثنين، 28 مايو 2012

الفرق بيـن - عرش الرحمـ.ـن وكرســيه

الفرق بيـن - عرش الرحمـ.ـن وكرســيه
**************************
بـــسم اللــــه الــرحمن الـــرحيم

الكرسي هو موضع قدمي الرحمن عز وجل ، والعرش أكبر من الكرسي . والعرش هو أعظم المخلوقات ، وعليه استوى المولى عز وجل استواءً يليق بجلاله ، وله قوائم ، ويحمله حملة من الملائكة عظام الخلق وقد أخطأ من جعلهما شيئاً واحداً .

وهذه أدلة ما سبق من أقوال العلماء :

عن ابن مسعود قال : بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام وبين كل سماء خمسمائة عام ، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام ، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام ، والعرش فوق الماء ، والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم .
رواه ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 105 ) ، والبيهقي في " الأسماء والصفات " ( ص 401 ) .

قال تعالى : { فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش العظيم } [ المؤمنون / 116 ] ، وقال تعالى { وهو رب العرش العظيم } [ التوبة / 129 ] ، وقال تعالى { ذو العرش المجيد } [ البروج / 15 ] .

قال القرطبي :
خصَّ العرش لأنه أعظم المخلوقات فيدخل فيه ما دونه .
" تفسير القرطبي " ( 8 / 302 ، 303 ) .


وقال ابن كثير :
{ وهو رب العرش العظيم } أي : هو مالك كل شيء وخالقه ؛ لأنه رب العرش العظيم الذي هو سقف المخلوقات ، وجميع الخلائق من السموات والأرضين وما فيهما وما بينهما تحت العرش مقهورين بقدرة الله تعالى ، وعلمه محيط بكل شيء ، وقدره نافذ في كل شيء ، وهو على كل شيء وكيل .
" تفسير ابن كثير " ( 2 / 405 )

وأما الكرسي فقال تعالى : { وسع كرسيه السموات والأرض } [ البقرة / 255 ]
قال أبو ذر رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله يقول : " ما الكرسي في العرش إلا كحلْقة من حديد أُلقيت بين ظهري فلاة من الأرض "

وقال الشيخ ابن عثيمين :
هناك من قال : إن العرش هو الكرسي لحديث " إن الله يضع كرسيَّه يوم القيامة " ، وظنوا أن الكرسي هو العرش .
وكذلك زعم بعض الناس أن الكرسي هو العلم ، فقالوا في قوله تعالى : { وسع كرسيه السموات والأرض } أي : علمه .
والصواب : أن الكرسي موضع القدمين ، والعرش هو الذي استوى عليه الرحمن سبحانه .
والعلم : صفة في العالِم يُدرك فيها المعلوم
· · · منذ حوالي ساعة

السبت، 26 مايو 2012

لا أظننى وحدى الذى عشت تلك اللحظات وباشرت ذلك الشعور

لا أظننى وحدى الذى عشت تلك اللحظات وباشرت ذلك الشعور
ذلك الإحساس المؤنس قد عاشه كل منا حينما بلغ شاطىء البحر والقى بكل همومه خلفه وطرح الدنيا وراءه والقى بنظرة شوق عانقت المياه اللازوردية وغرقت فى لا نهائية الأفق وإستسلمت لتلك المعية المبهمة وذلك الحضور الغيبى ذلك العناق الجميل مع المطلق فأنا وحدى ولست وحدى ..

فمن وراء الزرقة اللازوردية ومن خلف همهمة الموج ومن وراء هذا الاطار البديع واللوحة المرسومة بإعجاز هناك يد الخالق المبدعة لكل هذا .. هناك ذات الرسام إنشقت عنها الحجب واستشفها الوجدان وإستشرفتها البصيرة

فكأنما يدور الخطاب بين ذات الرب وذات العبد .. وكأنما يقول لى ربى:ليس بينى وبينك بين .. ليس بينى وبينك أنت ..هذا أنا وإينما توليت فليس ثمة إلا وجهى
كل شىء لى فكيف تنازعنى مالى كل شىء لى وأنا لا شريك لى حتى “الأنا” لى وأنت تدعيها لنفسك .. وهى لك نفحة متى اعطيها متى أشاء وأستردها متى أشاء

هى لحظة فريدة من لحظات التجرد الكامل يشعر بها أصحاب القلوب فى مجابهة الجمال ..

لحظة من لحظات التبرى والتخلى عن كل الدعاوى والمآرب والأوطار .. والخضوع لصولة الجمال والجلال

لحظة إستنارة وإدراك وتوبة وتنازل وإعادة الحق لصاحبة إرتفع الحجاب .. وما كان حجابى سوى نفسى .. سوى “الانا” المعاندة داخلى .. فما عادت فى داخلى أنانية ولا منازعة ولا إدعاء لحق .. فقد اعدت كل الحق لصاحبه .. لله وحده ..

فالله وحده هو الحقيق بأن يقول ” انا الذى هو أنا ” أنما أقولها انا على وجه الاستعارة

“فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم ”
(17-الانفال)”
وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى ”
(17-الأنفال)

فهذا هو الله يفعل على الدوام .. وهو الفعال لكل شىء

وحينما يبدو ان الطبيب هو الذى يشفى والطعام هو الذى يشبع والماء هو الذى يروى والسم هو الذى يقتل .. فانما هى الأسباب تفعل فى الظاهر .. والله من وراء الأسباب يفعل فى الحقيقة ..


د /مصطفـى محمــــــود

الأربعاء، 16 مايو 2012

ثمن.. الضعف

ثمن.. الضعف
=========

نحن لا نختلف في أن هذه الدنيا دار ابتلاء بالقوة والضعف والخير والشر، لكن الذي نختلف فيه عادة هو الجواب على السؤال التالي: هل احتمالات نجاحنا في ابتلاء الخير والقوة أكبر أو في ابتلاء الشر والضعف؟

وما الذي تؤكده الخبرة البشرية في هذا الشأن؟

لو عدنا إلى النصوص والأقوال المأثورة، فإننا سنجد منها ما يؤكد على إيجابيات امتلاك القوة، ومنها ما يشير إلى إيجابيات الضعف والقِلَّة، ومنها ما يفصِّل، ويشرط على ما نجده في قوله: "نِعْمَ المال الصالح للرجل الصالح".

وهذه مقاربة سريعة في هذه المسألة:

1- لو نظرنا في الأدبيات الموروثة عن أسلافنا، فإننا سنجد أن تمجيد الضعف والفقر والانكفاء على الذات هو الذي كان طاغيًا، وقد كان من المشهور لدى الصوفية -مثلًا - أن الذكر والعزلة والصمت والجوع أمور أساسية في حياة الصفوة من المتقين.

كما أن الذي كان سائدًا في التربية هو التحفيز على السكون والسلبية وقمع النفس، وليس الحضّ على النمو والفاعلية، وقد نتج عن هذا ميل معظم الناس إلى التشابه ولزوم الحد الأوسط؛ ولهذا فإننا في معظم مراحل التاريخ لم نكن نفعل الأسوأ، كما أننا لم نكن نفعل الأفضل.

2- نحن اليوم في عصر العولمة، والعولمة وضعية كونيَّة تتيح للأقوياء والأغنياء والأفضل تعلمًا والأشد فاعلية أن يستثمروا في الفقراء والأميين والكسالى وكل أصحاب الظروف الصعبة والكفاءات المنخفضة، وهذا يعني أن الضعف يؤهِّل أصحابه ليكونوا مَواطن نفوذ لأصحاب القوة.

والحقيقة أن (الضعف) كان على مدار التاريخ يُغري الأقوياء باستغلال المبتلين به..

لكن الوضع اليوم أشد بؤسًا؛ فالمرء حين يكون فقيرًا بين فقراء، وجاهلًا بين جهلة، وفوضويًّا بين فوضويين، فإنه يواجه نصف مشكلة، لكنه سينتظر مشكلة كبرى حين يكون فقيرًا بين أغنياء، أو جاهلًا بين علماء، أو فوضويًّا بين منظمين، إنهم حينذاك سيحلون كل مشكلاتهم على حسابه، وليس في هذا غرابة ما دمنا قد سلمنا بأننا نعيش في عالم تنازع البقاء.

3- قالت العرب قديمًا: "المحاصَر لا يأتي بخير". وهذا المثل يمسّ الضعيف على نحو مباشر؛ لأن الضعف يضع حول صاحبه من الموانع والحواجز، ما يشبه الأسوار العالية التي تحيط بمدينة من المدن؛ ولهذا فإن الضعيف يشعر بأنه مكبَّل ومعزول ومرتبك بسبب عدم قدرته على مواكبة عصره والتعامل مع تحدياته المتوالية.

شعور الضعيف بانسداد الآفاق يؤثِّر في حياته وسعادته وإنجازه أكثر من تأثير الحصار على أناسٍ داخل مدينة أو قرية؛ لأن الحصار الروحي والشعوري يُلحق الضرر بالبنية العقلية والنفسية العميقة للإنسان، وحين تصاب البنية يهتز كل شيء.

4- مشكلة الضعيف أنه كثيرًا ما يجد نفسه عاجزًا عن حل مشكلاته الخاصة، وهذا يحوِّله إلى إنسان كلٍّ على مجتمعه؛ حيث إن من سنن الله تعالى في الخلق أن الإنسان حين يعجز عن تدبير شأنه الخاص، يتحول هو نفسه إلى مُشكلٍ اجتماعي، وهذا ما نلمسه في حياة الكثيرين.

5- إن من الملاحظ أن الإنسان لا يفكر -غالبًا- في العطاء ومساعدة الآخرين إلا إذا كان في حالة حسنة من القوة والاستغناء، ومن سنن الله في الخلق أن الضعيف والفقير ومن يملك ذكاءً أقل من المتوسط... يظل ينتظر المعونة من الآخرين، وهذه مسألة مهمة؛ حيث إن معظم المجتمعات الإسلامية ضعيفة.

ولهذا فإن الذين ينتظرون من أبنائها المساعدة كثيرون، على حين أن الذين يستطيعون تقديمها قليلون، وهذا أحد أسرار ضعف الأعمال الخيرية لدينا.

6- من المهم أن ندرك أن السبب الرئيسي لضعف الأفراد والأمم هو سبب ذاتي، يتمحور حول المعطيات التي تشكل حياتنا الخاصة والعامة، وتظل مساهمة الآخرين في تقدمنا وتخلفنا على كل المستويات، مساهمة هامشية ومحدودة.

وهذا ما نفهمه من قول الله تعالى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} [آل عمران: 120].

وقوله: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} [آل عمران: 165].

السبب الأساسي في ضعف الأفراد لا يعود إلى تواضع المواهب والقدرات، وإنما يعود إلى ضعف الإرادات واضطراب الرؤية للذات والمحيط، أما الأمم والشعوب والمؤسسات والهيئات.. فإن مشكلاتها الأساسية لا تكمن في شح الموارد والإمكانات، وإنما في سوء إدارتها والفساد الذي ينخر في عظامها..

بالإرادة الصلبة، والرؤية الواضحة، وبالنزاهة، وبالشفافية والإبداع في إدارة ما هو متوفر من معطيات يتحول الضعفاء إلى أقوياء، وينتقل الناس من حال إلى حال.

ولله الأمر من قبل ومن بعد.

الاثنين، 14 مايو 2012

الجمال

الجمال
********

اعلم أن الجمال ينقسم قسمين : ظاهر ، وباطن :

الجمال الظاهر هو جمال الشكل الخارجى
اما الجمال الباطن فهو جمال العلم والعقل والجود والعفة والشجاعة ، وهذا الجمال الباطن هو محل نظر الله من عبده ، وموضع محبته ، وهذا الجمال الباطن يزين الصورة الظاهرة وإن لم تكن ذات جمال ، فتكسو صاحبَها من الجمال والمهابة والحلاوة بحسب ما اكتست روحُه من تلك الصفات ، فإن المؤمن يُعطَى مهابةً وحلاوةً بحسب إيمانه ، فمن رآه هابه ، ومن خالطه أحبه ، وهذا أمر مشهود بالعيان ، فإنك ترى الرجل الصالح المحسن ذا الأخلاق الجميلة من أحلى الناس صورة ، وإن كان أسود أو غير جميل ، ولا سيما إذا رزق حظا من صلاة الليل ، فإنها تُنَوِّرُ الوجه وتحسنه .

ومما يدل على أن الجمال الباطن أحسنُ من الظاهر أن القلوب لا تنفك عن تعظيم صاحبه ومحبته والميل إليه ، وأما الجمال الظاهر فزينة خص الله بها بعض الصور عن بعض ، وهي من زيادة الخلق التي قال الله تعالى فيها : (يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ) فاطر/1 قالوا : هو الصوت الحسن والصورة الحسنة .

وكما أن الجمال الباطن من أعظم نعم الله تعالى على عبده ، فالجمال الظاهر نعمة منه أيضا على عبده ، يوجب شكرا ، فَإِنْ شَكَرَهُ بتقواه وصيانتِه ازداد جمالا على جماله ، وإن استعمل جماله في معاصيه سبحانه قَلَبَه له شيئا ظاهرا في الدنيا قبل الآخرة ، فتعود تلك المحاسن وَحشةً وقُبحا وشَيْنا ، وينفر عنه من رآه ، فكل من لم يتق الله عز وجل في حسنه وجماله انقلب قبحا وشَيْنا يشينُه به بين الناس ، فحسن الباطن يعلو قبح الظاهر ويستره ، وقبح الباطن يعلو جمال الظاهر ويستره "
**********************************

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" وهذا الحسن والجمال الذي يكون عن الأعمال الصالحة في القلب يسري إلى الوجه ، والقبح والشين الذي يكون عن الأعمال الفاسدة في القلب يسري إلى الوجه .. ، ثم إن ذلك يقوى بقوة الأعمال الصالحة والأعمال الفاسدة ؛ فكلما كثر البر والتقوى قوى الحسن والجمال ، وكلما قوى الإثم والعدوان قوى القبح والشين ، حتى ينسخ ذلك ما كان للصورة من حسن وقبح ؛ فكم ممن لم تكن صورته حسنة ، ولكن [ له ] من الأعمال الصالحة ما عظم به جماله وبهاؤه حتى ظهر ذلك على صورته .

ولهذا يظهر ذلك ظهورا بينا عند الإصرار على القبائح في آخر العمر عند قرب الموت ، فنرى وجوه أهل السنة والطاعة كلما كبروا ازداد حسنها وبهاؤها ، حتى يكون أحدهم في كبره أحسن وأجمل منه في صغره ، ونجد وجوه أهل البدعة والمعصية كلما كبروا عظم قبحها وشينها ؛ حتى لا يستطيع النظر إليها من كان منبهرا بها في حال الصغر لجمال صورتها ، وهذا ظاهر لكل أحد فيمن يعظم بدعته وفجوره ، مثل الرافضة وأهل المظالم والفواحش من الترك ونحوهم ، فإن الرافضي كلما كبر قبح وجهه وعظم شينه حتى يقوى شبهه بالخنزير ، وربما مسخ خنزيرا وقردا ، كما قد تواتر ذلك عنهم . ونجد المردان من الترك ونحوهم قد يكون أحدهم في صغره من أحسن الناس صورة ، ثم إن الذين يكثرون الفاحشة تجدهم في الكبر أقبح الناس وجوها

المقارنة الحاسمة

ليلى بين الجنة والنار

المقارنة الحاسمة

قال تعالى :( وَقَالُواْ لَا تَنفِرُواْ فِى ٱلۡحَرِّ‌ۗ قُلۡ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّ۬ا‌ۚ لَّوۡ كَانُواْ يَفۡقَهُونَ )[ التوبة :81 ]
فأين حر الطقس من حر جهنم؟! ولو عقد المنافقون هذه المقارنة البسيطة لانطلقوا إلى غزوة تبوك في الحال وما تخلفوا عن رسول الله ، وكأن كل واحد ممن خرج قيل له : ما أخرجك في حرِّ الشَّمس؟! فقال : طلب الظِّل!!
وهذه المقارنة صالحة لكل زمان ومكان ، ولأي عبادة تشق على النفس فتكسل عنها ، وعندما يستحضر المرء هول جهنم وأنه سيضطر لتكرار نفس العمل لكن في اللهيب يبادر إليه في الحال.
وقد جزم بذلك أبو حامد الغزالي حين قرَّر مرهبا كل كسول منذرا كل خامل :
" واعلم أن كل عَرَق لم يخرجه التعب فى سبيل الله من حج وجهاد وصيام وقيام وتردد فى قضاء حاجة مسلم وتحمل مشقة فى أمر بمعروف ونهى عن منكر ؛ فسيخرجه الحياء والخوف فى صعيد القيامة ويطول فيه الكرب" 1
ومثل ذلك قول الله تعالى :( وُجُوهٌ۬ يَوۡمَٮِٕذٍ خَـٰشِعَةٌ )[ الغاشية : 2 ]
فعن الحسن قال في تفسيرها :
" لم تخشع لله في الدنيا فأخشعها وأنصبها في النار فذلك عملها" 2
وعملها في النار : جر السلاسل والأغلال والخوض فيها والصعود والهبوط في تلالها ووهادها ، وذلك جزاء القعود عن العمل وطاعة الله تعالى في دنياها.
وجاء وصف ( خَـٰشِعَةٌ)و(عَامِلَةٌ۬ نَّاصِبَةٌ۬)تقريعا وتعريضا بأهل الشقاء بتذكيرهم بأنهم تركوا الخشوع لله والعمل بما أمر به والنصب في القيام بطاعته ، فجزاؤهم يوم الحساب خشوع ومذلة وعمل ونصب.
أحبتاه ..
من آثر النوم في الدنيا عن الصلاة .. من اختار أكل الحرام .. من اختار متعة محرمة سُرَّ بها قليلا ثم انقضت سريعا .. فليذكر بكاءه في جهنم وعويله في النار ، وعندها قوة الردع العاصمة وصرامة المنع الواقية لمن كان له قلب أو بقية من عقل.

الجمعة، 11 مايو 2012

بين الحلم والوهم شعرة بين الوهم والمحال

بين الحلم والوهم شعرة بين الوهم والمحال شعرة وبين الحلم والحقيقة ايضا شعرة نستطيع ان نتجاوز هذه الشعرة دائما دون ان نشعر وهذه هى الكارثة حيثما لانستطيع التفريق بين الوهم والحقيقة عندما يتساوى الحلم والواقع ولانفرق بينهما نجداننا وقعنا فى شرك لامفر منه ولكن كيف لنا ان نفرق بين الحلم والواقع ونحن نعيش فى عالم الواقع فيه هو مجرد حلم مفزع كيف لنا ان نفيق من الاحلام وكل ماحولنا يدعونا للرجوع اليها فالواقع حولنا مرير والحقيقة مفزعة الالم يعتصر القلوب والكراهية تطغى على كل افعال البشر الخوف اصبح عادة والعنف صبغ حياة الشعوب اذا ماحاولنا تتبع المستقبل حتى نصل الى تصور لما هو ات فاننا حتى الحلم سنكرهه

تقدير الذات

تقدير الذات

يتخذ كل إنسان بهذه الحياة مركباً يبحر بها إلى حيث يريد

وربما تأخذنا الرياح إلى حيث لا نريد , أو لا نعرف إلى أين....

كل إنسان يخطط ويرسم مستقبله , ويكون بداخله أحلام وخيال أوسع من الواقع

الذى أحياناً يضيق بنا ...

رأيت البعض يحققون أحلامهم ..ولكن تنقصهم السعادة ولا يجدون الرضا بما

حققوا ..

رأيت البعض إنهارت أحلامهم وأيضا يعيشون بحزن وتعاسة ..

ربما مراحل العمر التى تجرى بنا ونتخطاها تزعجنا أكثر لأننا لم نحقق ما

نتمناه بالوقت المناسب أو بالصورة الأفضل ..

تبعثرت هذه الكلمات بداخل عقلي...

أحياناً لا نشعر بالرضا عن أنفسنا .. أو أفعالنا ..ونتمنى لو كنا فعلنا وفعلنا ..

المشكلة ليست مشكلة رضا ولا إيمان بالقدر من عدمه ..

المشكلة , أن نصل إلى عدم القناعة بما حققنا أو لم نحقق فنشعر باليأس

والأحباط

ونقتل بأيدينا كل شيء جميل كان من الممكن أن يساعدنا فى النهوض مرة أخرى ..

لأن كل إنسان يمتلك مميزات تميزة عن أى إنسان أخرى ..لو تعرف عليها وأمن

بها ووثق بها وبذاته لحقق ما يتمنى فى الوقت المناسب بالصورة الأفضل

والأجمل ...ووصل لقناعة انه قادر على تحقيق المستحيل فقط لو وثق بقدرته .

وإليكم نصائح مهمة ..

- لا تعقد المقارنات بينك وبين الآخرين لأن المقارنات كثيراً ما

تكون مضللة ، وقد تؤدي إلى الشعور بالإحباط وشل القدرة

- اقنع ذاتك بتميزها ، فكل انسان يتمتع بشئ يميزه عن غيره
ويكون مصدراً لإعجاب الآخرين وأداة لتحقيق أهدافه الخاصة

والعامة ، والإقتناع التام بهذا هو أول مقومات النجاح ،

والمطلوب اذن اكتشاف هذه الصفات والتمسك بها.

- تقدير كل الصفات الخاصة والعيوب البسيطة أيضاً مثل شكل
الأنف أو حجم الجسم أو نوع الشعر لأن التفكير بين الكثير فيها

يمكن أن يصيب بالإحباط ، والأفضل ان يحب كل رجل نفسه

ويقدر ما يمتلكه من صفات.

- ركز على ابراز معالم التميز الخاصة بك فهذا كفيل بأن يمنحك

شعوراً بالثقة ويخرجك من دائرة الإحباط

- تمسك بقراراتك وكن صارما في تحديد أهدافك وقراراتك

فذلك

يدعم قدرتك اللاحقة على القبول والرفض ويكسبك احترام

الذات

- لا تكبت انفعالاتك ، فالتعبير عن الإنفعالات الإيجابية والسلبية

يكسبك قدرة على المواجهة وهو أمر مدعم للشخصية وللثقة

بالنفس.

كما أن كبت المشاعر خاصة السلبية يتسبب في

الإحساس بالتعاسة

- لا تلوم نفسك ، فأحياناً لا تسير الأمور كما نتمنى فلا تلم
نفسك على ذلك لأن كل انسان معرض للخطأ في تقدير

المواقف فتعلم من أخطائك واكتفي بالإعتذار عنها دون تعذيب

نفسك.

- لاتترك نفسك فريسة للشعور بالأسي على ذاتك ،

فالأشخاص الذين يهتمون بالنجاح في حياتهم لا يضيعون وقتهم

في الاسي.

- تعلم الإستقلال التام ، فالإستقلال في الإنجاز يكسب

الشخصية القوة.

- تحلي بالابتسامة الدائمة إذ ترتبط القدرة على التغلب على

الصعاب بقدرتك على الإبتسام الذي يدعم الإستجابات الجيدة.

وأخيراً حاول ان تعلم أطفالك هذه الخصال منذ الصغر حتى

ينشأوا معتزين بأنفسهم ومقدرين لذواتهم ناجحين في

حياتهم.

الأحد، 6 مايو 2012

رِفاقَ الألَم

رِفاقَ الألَم، أبْشروا بالخير وبالأجر العظيم، واسْتمسِكوا بالصَّبر، واحْتسِبوا على الله كل آهةِ ألمٍ، وكلَّ وخزة إبرة؛ فوالله لن تَجدوا أفضلَ ولا أجملَ من أنْ تكونوا مع الله في السِّ...راء والضرَّاء، فربُّكم الرحيم لن يَتخلَّى عنكم، وهو القائل سبحانه:

﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157]، هل هناكَ أجمل من هذه البُشرى؛ كي تَزرعَ الطمأنينة فينا، وتَهمِس لنا بثقةٍ ويقين:

• أنَّه لا شيء يَذهب سُدى؟ وسامُ شرف يُتوِّج القلوبَ المكلومة، والعيون الباكية: أنْ تَمهَّلي، هناك دار لا حزن فيها ولا ألَم، سعادة أبديَّة، ثوابُ الصبر شيء لا يَحلُم به بشرٌ، ولا يستطيع أنْ يَتخيَّله بعقْله القاصِر.

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((قال الله تعالى: أَعددتُ لعِبادي الصَّالِحين ما لا عَين رأتْ، ولا أُذُن سمِعتْ، ولا خَطَر على قَلْبِ بَشرٍ)).

"فاقرؤوا إنْ شئتُم: ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ﴾ [السجدة: 17]"؛ رواه البُخاري ومسلم وغيرهما.

إذًا هذا موكِب السعداء، يَقف على باب الكريم؛ يُعلِن فقرَه وحاجتَه إلى ما يَسدُّ به جوعَ رُوحِه، إنَّه يَحتاج إلى جرعة أمان وحنان وطمأنينة، لن يَجدَها أبدًا إلا بين يَدَي ربِّه - عزَّ وجل.

لا أحدَ يُقدِّر آلامَكَ وأحزانكَ وأشجانكَ إلا الذي خَلقَك، فلِمَ تبخل على نفْسك بأنْ تَمدَّ يَديكَ بفقْرٍ وذُل، وتَقول: يا رب؟

بُثَّ إليه أحزانكَ، وأَخبره بما تُعانيه، وهو - سبحانه - يَعلم ما تُخفي الصدور، قل له: يا ربِّي، أنا عليلٌ، ودوائي أنْ تَغمُرني برحمتِكَ، وأنْ تَغسلَ أدرانَ روحي؛ فأعود نقيًّا تَقيًّا.

قل له: يا ربِّي، أنا بدونك لا شيء، كلِّي فقر وحاجة، فلا تَكلني إلى نفْسي طَرفة عينٍ.

وتَذكَّر دائمًا في ظُلماتِ اليأس، وعندما يَصدمُك الطبيب بأنَّه لا علاج، لا أملَ، ردِّد بإيمانٍ ويَقين راسِخ:

﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾ [الشعراء: 80].

لا شيء على الإطلاق مُستحيل؛ فالله - سبحانه - قادر على كلِّ شيء، فلا تَجعلْ للشيطان فرصةً أنْ يَتسلَّل إلى قلبِك، يَدس فيه السمَّ القاتِل، وهو اليأس.

وانْطلِق من قيودِكَ، وحلِّق عاليًا في سماء الأمل، وابْتسِم، فلم يَخلُقنا الله كي يُعذِّبنا، ولَمْ يَبتلِنا إلا لكي يعْلَمَ الصابرين منَّا والمُحتسِبين، كُن جبلاً أشمَّ شامخًا، لا تَهزُّه رياح الابتلاءات، ولا تَزيدُه إلا ثباتًا، كن أنت القُدوة لكلِّ من داهمتْه الضراء فأنْستْه السرَّاء، فظلَّ يَتسخَّط، ويَندب حظَّه.

فليَكن الأمل رفيقَ دَربِك، شعارُك دائمًا في وجْه المِحن قوله - عز وجل -:

﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5، 6].

النجاح شراب يدير الراس

النجاح شراب يدير الراس اذا نام شاربه اخفق واذا انتشى اصابه الغرور اما اذا تمالك نفسه واستطاع ان يقف على قدميه ويستمر فى طريقه فقد نجا من السقوط الفشل هو الشىء الوحيد الذى يستطيع ان يحققه الانسان دون ان يبذل اى مجهود الملل رجل يحرمك من الاختلاء بنفسك وهو عاجز عن ان يكون رفيقا وصديقا يؤنس وحدتك القلق شعور يصيب الانسان اذا اخطا وكان له ضمير يؤنبه الحماس انتحار اجتماعى او سياسى ولكى لاننتحر يجب ان نبقى مدافعين عن فكرة او مبدا مهما بلغت درجة اقتناعنا بهما كما يجب ان لانقف معارضين وانما يجب ان نجلس ونناقش اراء المعارضين والمؤيدين فاذا وصلنا الى نتيجة قلنا مانراه صوابا فى هدوء المليونير الرجل الوحيد الذى يساعد موته على حل ازمة الكثير من اقاربه

ضلال وغفلة كل كافر بما فاق الشياطين والبهائم

ضلال وغفلة كل كافر بما فاق الشياطين والبهائم

يقول الله نعالى بالآية 179من سورة آل عمران: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ )
ومن علوم القرآن يتبين أن القلوب البشرية، وقلوب الجان يمكنها أن تتدبر وتتفقه، فالتدبر القلبى هو أطمئنان القلب لما قد أدرك حقيقته الجوارح رغم عدم أستيعابه الذهنى، فمعنى التدبر بما بينه العلماء، إنه أستخدام الجوارح لأدراك نتائج الأمور وعواقبها لما يطمئن لها القلب، أو لا يحدث بعدها ندم للقلب، أما التفقه فهو يحدث بالقلوب عند أطمئنانها لما علم به المخ وفهمه، وقد جاء قول الله تعالى بأننا لانفقه تسبيح كل مخلوق، بإعجاز متناهى النظير، وبالتدبر والتفقه لتلك الآية الكريمة يبين الله تعالى أنه سبحانه خلق لجهنم كثير من الجن والإنس، وجمع الله تعالى بينهم فيها، فلهم قلوب لا يفقهون بها وأعين لا يبصرون بها، وأذان لا يسمعون بها، وبتلك الآية الجليلة كثير من الدلالات لغفلة الكفرة وعدم تعقلهم ولخلو الجان من العقل، حيث أن القلب فى الإنسان هو الذى يعقل ويتفقه والتعقل أفضل وأكرم من التفقه، وبذكر الله تعالى لعدم وجود الإدنى الذى يشترك بقلوب من يدخلون جهنم من الجن والإنس، فبيقين الحسم لا يجمعهما عدم وجود ما هو أعلى وهو العقل، وأيضاً فعمى العين ليس كعمى القلب، حيث عمى القلب هو العمى الحقيقى بالإنسان، وذلك حينما يعمى عقل قلبه عن تميز كل حق، فيران ذلك القلب بالمعاصى ويخبو به نور العقل كما بالكافرين، فإذا كانت قلوب الجان تعقل لذكر الله تعالى عماها حيث هو العمى الحقيقى بالإنسان، وكذلك فالسمع عند الإنسان يقترن بالتعقل لما إستمع له، ولذلك فلا يمكن أن نطلق على الطفل الرضيع أنه يسمع، وكذلك لا يسمع الإنسان المجنون، كما لا تسمع مختلف وسائر بهيمة الأنعام، لأقتران العقل بهم جميعاً، ومما يثبت بالدليل القاطع لكل شك أن سمع الجان يكون بإذنه فقط بلا عقل، مثل الكافرين من عالم البشر حينما يصل لأذانهم أصوات الهدى بلا تعقل فلا يسمعوها، ويكونوا صم، أى لايسمعون بأذانهم، فالصمم بالإنسان علمياً بجميع درجاته يقترن بالتعقل، والكفرة لايعقلون، ليختتم الله تعالى الآية الكريمه، ببرهان ساطع وإعجاز قرآنى جليل، فقد ذكر الله تعالى أن هؤلاء الكثير من الإنس الذين لا يفقهون بقلوبهم ولا يبصرون بأعينهم ولا يسمعون بأذانهم، هم الكفرة، وهم لا يعقلون بقلوبهم، بينما جميع الجان فهم كفرة، فبمعصية التكبر والغرور أصبح أبليس كافر، وكل سلالاته من جان ومردة وعفاريت وشاطين، غير معصومين من الخطأ، فكلهم كافرين سواء كانوا مسلمون أو كانوا قاسطون، حيث هم بلا عقول كالأنعام بل هم أضل، أولئك هم من بفغلة ذهنية، وهم الغافلون ذهنياً تماما من الإنس والجن، وكلاهما لادخل بالعقل بجرمهم، فالكفرة من الإنس لا يعقلون وكل الجان كفرة لأنهم بلا عقول. وكلاهما كالأنعام بل أضل، أولئك قد نسوا فكرهم الذهنى تماما أوأن لهم أمخاخ، أولئك هم الغافلون، صدق الله العظيم وبعظيم نوره بكل وقت وحين
فبتلك الآية الجليلة تقنين علمى مذهل لعملية التفكير والتعقل والتفقه والتدبر، حيث الفكر غريزة موجودة بكل موجود يعرف بها الواجد له سبحانه وتعالى، فما من شيئ إلا ويسبح الله حيث كل موجود يعرف الله تعالى ويسبحه ولكن تلك المعرفة والتى هى أطروحة فكر، وذلك التسبيح الناجم عن معرفة كل موجود بالواجد سبحانه وتعالى وبما لا يفقهه الإنسان، موجود بكل المخلوقات، بينما التميز العقلى فخاصية أكرم بها الله تعالى الإنسان عن جميع المخلوقات بما بها ملائكة السماء، حيث الملائكة خلقها الله من النور، والعقل نطفة من النور بصفات نورانية بقلب الإنسان، ومطلق النور لا يداخله نور كما مطلق الظلمة لا يدخلها ظلمة، فالملائكة تتبع كل حق بمطلق الحق لوجه الله الواحد الحق دون تميز أى باطل وحقه، بينما تميز الجان والحيوان كأقرب رتبة تدنو عن الإنسان، فيشوبها الباطل والضلالة لعدم وجدود عقل بهما ولا تميز عقلى رغم فكر الجان المتقد الفذ كالنار المخلوق منها، وأيضا رغم جوارح الحيوان ذات القدرات الفائقة
ويكون كل الكافرين على درجة أشد من الضلال نتيجة عدم أستخدام عقولهم أو أستخدام بعض صفات القلب العقلانية النورانية بوجه الباطل، كصفة الحب مثلاً والتى هى تاج صفات العقل لدى المؤمنين، والتى لا يرتقى مسلم لدرجة الإيمان إلا بحب الله ورسوله عن من سواهما، يتفاوت مفهومها بمختلف الضلالات بجميع الكفرة، أقلها ضلال أعتباره أصابة قلبية كالوهم بتنافر مع العقل، وأقحلها أعتباره شهوة بهيمية، أما أعبطها وتخلفها وأضلها فهو أن الحب نتيجة توجيه آله الحب وهو طفل عارى سهام الحب لذكريين فيتلاوطا، أو انثيين فيتساحقا، أو ذكر وأنثى فيزنوا
أما كتاب الكفرة المفضوح بعدم تعقلهم فهو أعتبار أن التميز الفكرى وتميز الجوارح يكون هو تميز عقلى، فكل ما لايخضع لفكرهم وجوارحهم وتجارب ملموسة أو يكون من الغيبيات فهو لا يخضع للعقل، وحينما يواجهوا بالإعجاز العلمى لآيات الله بالقرآن يدعون أنها الصدفة،لأذكر قصة واقعية تبين بالدليل القاطع باطل وضلال الكفرة وعدم تعقلهم، حيث حدث أن إحدى الملحدين تحدى بمناظرة شيخ فقيه بإحدى القرى، فوعده الشيخ بتحديد مكان وميعاد بالقرية على ضفة النهر حيث يعيش بالقرية المجاورة من النهر، وحينما حل الوقت لم يحضر الشيخ الفقيه، وتأخر بما يزيد عن الساعة من الوقت، ثم لاح لهم بمرأى النهر الشيخ بجوف شجرة تم أعدادها كقارب، ليلقى عليهم تحية الإسلام، ويذكرهم إنه وقبل كل شيء مر بحادث غريب وعجيب حدث له بالبر الأخر، فأثناء انتظاره للقارب بعد تأخره كثيراً، وجد بمحض الصدفة شجرة ورائه تطقطق ثم تسقط أفرعها ثم تطفو بالنهر بذلك الشكل الذى يرونه، فأخذت الملحد نوبة قهقهة وهو يصيح هو ده الفقيه بتاعكم، إزاى بتعقلوا كلامه، فقال له الشيخ: وما بقصتي لا يخضع للعقل؟ فقال له الملحد: كيف أصدق أن تلك الشجرة وحدها وبمحض الصدفة طبقاً لكلامك، نزعت أفرعها وتحولت لقارب بذلك الشكل، فقال له الشيخ وكيف أناظرك بأن كل ذلك الكون المهيب وجد بمحض صدفة ولا واجد له.

اخي المسلم لا تكن مفلسا

اخي المسلم لا تكن مفلسا

قال سيد الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: أتدرون من المفلس من أمتي ؟ هو الذي يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة, ويأتي قد شتم هذا, وسب هذا, وقذف هذا, واكل مال هذا, وسفك دم هذا وضرب هذا, فيعطى هذا

من حسناته وهذا من حسناته , فأن فنيت حسناته قبل ان يقضى عليه اخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار . صدق سيد الخلق صلى الله عليه وسلم.
لقد عني النبي صلى الله عليه وسلم عناية بالغة بتوثيق عرى المسلمين ، وجعلهم كالبنيانالمرصوص يشد بعضهم بعضاً ، فبالغ في تصفية القلوب ، وتنزيه الخواطر ، وتطهير الصدوروكل ذلك ليلقى المسلم أخاه وهو لا يحمل له حقداً ، ولا يضمر له سوءاً ، ولا ينظر لهنظرة الكره .فيكون السبب لإغراء العداء وتنافر الأقرباء وتباعد الأخلاء .
وإن معظم أسباب العداء والتباعد تكون الظنون , وهي تلك التهم التي يحاول الناسأن يلحقها بعضهم ببعض من غير أن يقوم على ذلك برهان واضح أو حجة بينة ، وكم لهذه الظنون والتهم من آثارٍ سيئة في المجتمع ." إِنَّ بَعضَ الظَّنِّ إِثْمٌ " : لأنه يؤدي إلى خراب البيوت، وقطع العلاقات ،وعقاب الآخرة وعذاب النار وطوبى من شغله عيبه عن عيوب الناس . يا أيها المسلم إنك مأمور بأنتأخذ أخاك بما ظهر من حاله من خير وصلاح وما بدا عليه من سماحة وطهر, ثمَّ لايجوز لك أن تتبع حركاته وسكناته ,فالتطاول علىالناس ، والولوغ في دمائهم والنهش في أعراضهم وتتبع عوراتهم ، التلذذ بالحديث عنعثراتهم كل ذلك أصبح حديث الناس ومهنتهم وشغلهم الشاغل ، ولا فرق في ذلك بين جماعةوجماعة، أو بين طبقة و طبقة وقد تناسوا أن هناك في القرآن آية لو نزلت على جبللرأيته خاشعاً متصدعا من خشية الله تلك هي : "وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا" كما تناسى هؤلاء قول النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن الغيبة : "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا في بلدكم هذا " فقد سوى عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث بين الدماء والأموال والأعراض وجعلها فيالحرمة سواء، وجعل ذلك الذي يتطاول على أعراض الناس كذلك الذي يسفك دماءهم ويسرقأموالهم وهذا الحديث هو آخر وصايا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع.

أخي المسلم:
هل تفرغت من عيوبك فأصلحتها, ومن نفسك فهذبتها, ومن خطواتك فقومتها ؟هلأصلحت ما فسد من أفكارك, وما أعوجَّ من أمرك ؟وهل تفرغت من شأنك فتفرغت لشؤونالناس ؟وهل أصلحت كل أمورك فلم يبق عليك إلا أمر الناس ؟

أخي المسلم:
إن عملك عظيم يستوجب الإسراع بالندامة والتوبة والحسرةوالمغفرة
اضبط لسانك .. أحسن إلى نفسك .. وانظر إلى مستقبلك ...وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ

لماذا لا يذهب الشيطان عندما يستعيذ منه الإنسان ؟

لماذا لا يذهب الشيطان عندما يستعيذ منه الإنسان ؟

يقول بعض الناس : إننا نستعيذ بالله ، ومع ذلك فإننا نحس بالشيطان يوسوس لنا ، ويحرضنا على الشر ، ويشغلنا في صلاتنا .

والجواب :

أن الاستعاذة كالسيف في يد المقاتل ، فإن كانت يده قوية ، أصاب من عدوه مقتلاً ، وإلا فإنه قد لا يؤثر فيه ، ولو كان السيف صقيلاً حديداً .

وكذلك الاستعاذة إذا كانت من تقيّ ورع كانت ناراً تحرق الشيطان ، وإذا كانت من مخلط ضعيف الإيمان فلا تؤثر في العدو تأثيراً قوياً .

قال أبو الفرج ابن الجوزي رحمه الله : " واعلم أن مثل إبليس مع المتقي والمخلط ، كرجل جالس بين يديه طعام ولحم ، فمرّ به كلب ، فقال له : اخسأ ، فذهب . فمرّ بآخر بين يديه طعام ولحم فكلّما أخسأه (طرده) لم يبرح .
فالأول مثل المتقي يمر به الشيطان ، فيكفيه في طرده الذكر ، والثاني مثل المخلط لا يفارقه الشيطان لمكان تخليطه ، نعوذ بالله من الشيطان " .

فعلى المسلم الذي يريد النجاة من الشيطان وأحابيله أن يشتغل بتقوية إيمانه ، والاحتماء بالله ربه ، والالتجاء إليه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله