الجمعة، 14 سبتمبر 2012

زيد بن الخطاب - صقر اليمامة

>>>>>>> زيد بن الخطاب - صقر اليمامة - <<<<<<<

إنه زيد بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح-رضى الله عنه- أخو عمر بن الخطاب لأبيه، وكان أكبر منه سنًا، وأسلم قبله،وكان أسمر طويلآ جدآ ...هاجر إلى المدينة مع أخيه عمر وعياش بن أبى ربيعة وخنيس بن حذافة السهمى (زوج حفصة بنت عمر) وسعيد بن زيد، وبنو البكير الأربعة: إياس وعاقل وعامر وخالد فلما وصلوا المدينة نزلوا على رفاعة بن عبد المنذر فى قباء، وقد آخى الرسول بين زيد ومعن بن عدى الأنصارى العجلانى، وكان إيمانه بالله ورسوله إيمانًا قويًّا، فلم يتخلف عن رسول الله فى غزوة أو مشهد، شهد بدرًا وأحدًا والخندق وشهد بيعة الرضوان بالحديبية، وفى كل مرة يقابل فيها أعداء الإسلام كان يبحث عن الشهادة...رآه أخوه عمر يوم أحد، وقد سقط الدِّرع عنه، وأصبح قريبًا من الأعداء، فصاح قائلا: خذ درعى يا زيد فقاتل به، فردَّ عليه زيد: إنى أريد من الشهادة ما تريده يا عمر، فتركاها جميعآ.. وظل يقاتل بغير درع فى فدائية، ولكن الله لم يكتب له الشهادة فى تلك الغزوة...فقد كان يمهله لما هو أكبر من ذلك فقد جلس النبي صلى الله عليه وسلم يومآ، وحوله جماعة من المسلمين منهم الرجَّال بن عنفوة
فتوجّه لمن حوله قائلا:" إن فيكم لرجلآ ضرسه فى النار أعظم من جبل أحد"..وظل الرعب من الفتنة فى الدين، يراود ويلحّ على جميع الذين شهدوا هذا المجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وإرتدت كثير من قبائل العرب، فرفع الصديق لواء الجهاد فى وجوه المرتدين حتى يعودوا إلى الإسلام، فإقترح الرجَّال بن عنفوة على أبو بكر أن يكون مبعوثه إليهم يثبّتهم على الإسلام، فأذن له الخليفة..وتوجّه الرّجّال إلى أهل اليمامة.. ولما رأى كثرتهم الهائلة ظنّ أنهم الغالبون، فحدّثته نفسه الغادرة أن يحتجز له من اليوم مكانآ فى دولة الكذّاب التى ظنّها مقبلة، فترك الإسلام، وإنضمّ لصفوف مسيلمة الذى سخا عليه بالوعود...وكان خطر الرّجّال على الإسلام أشدّ من خطر مسيلمة ذاته ذلك لأنه إستغلّ إسلامه السابق،وحفظه لآيات كثيرة من القرآن، فسار بين الناس يقول لهم: إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" إنه أشرك مسيلمة بن حبيب فى الأمر".. وما دام الرسول صلى الله عليه وسلم قد مات، فأحق الناس بحمل راية النبوّة والوحى بعده، هو مسيلمة..!! مم زاد من أعداد الملتفين حول مسيلمة زيادة طافحة بسبب أكاذيب الرّجّال هذا... وبسبب إستغلاله الماكر لعلاقاته السابقة بالاسلام وبالرسول...وقد كانت أنباء الرّجّال تبلغ المدينة، فيتحرّق المسلمون غيظآ من هذا المرتدّ الخطر الذى يضلّ الناس ضلالآ بعيدآ، وكان زيد بن الخطاب من أكثر المسلمين تغيّظآ، فأعدّ نفسه ليختم حياته المؤمنة بمحق هذه الفتنة، لا فى شخص مسيلمة بل فى شخص من هو أكبر منه خطرآ، وأشدّ جرما وهو الرّجّال بن عنفوة...وجاءت حرب اليمامةوكانت من أشد الحروب التى دارت بين المسلمين وجيوش مسيلمة الكذاب، ودفع خالد بن الوليد بلواء الجيش لزيد بن الخطاب وقاتل بنو حنيفة أتباع مسيلمة قتالآ مستميتآ ضاريآ..وكاد المسلمون أن ينهزموا بعد أن سقط منهم شهداء كثيرون، فلما رأى زيد ذلك، صعد على ربوة وصاح فى إخوانه: يا أيها الناس، عضوا على أضراسكم، وإضربوا عدوكم، وامضوا قدمًا والله لا أتكلم حتى يهزمهم الله، أو ألقاه سبحانه فأكلمه بحجتي"..!!ونزل من فوق الربوة، عاضّا على أضراسه، زامّآ شفتيه لا يحرّك لسانه بهمس...وتركّز مصير المعركة لديه فى مصير الرّجّال، فراح يخترق الخضمّ المقتتل كالسهم، باحثآ عن الرّجّال حتى أبصره.. وراح يأتيه من يمين ومن شمال حتى أمسك بخناقه وأطاح بسيفه رأسه المغرور فقتله، وبسقوط الأكذوبة أخذ عالمها كله يتساقط، فدبّ الرعب فى نفس مسيلمة وجيشه وأما المسلمون، فما كاد الخبر ينتشر بينهم حتى تشامخت عزماتهم كالجبال وأخذت المعركة تمضى لصالح المسلمين ورأى زيد رياح النصر مقبلة، فراح يضرب ضرب الباحث عن مصيره العظيم..حتى سقط البطل شهيدآ...وقدحزن عمر بن الخطاب حزنآ شديدآ وقال حينما علم بموته: رحم الله زيدًا سبقنى إلى الحسنيين، أسلم قبلى، وإستشهد قبلى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق