الجمعة، 14 سبتمبر 2012

كيفية مواجة الإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ( الحلقة الثانية )

كيفية مواجة الإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ( الحلقة الثانية ) :
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا وقرة أعيننا وحبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبعد :
أحبتى فى الله : بالأمس تكلمنا فى نقاط موجزة عن أسباب الإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومزاياها ، واليوم بمشيئة الله فى إيجاز أيضاً نتكلم عن واجب المسلمين تجاه الاعتداءات المتكررة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأقول وبالله التوفيق :
لا بد من تحديد الجهات المسئولة عن الدفاع عن رسول الله ، والجهات التى أرى أنها المسئولة هى جهات ثلاث : الجهة الأولى هى الدول والحكومات الإسلامية ، الجهة الثانية : هم المسلمون فى شتى بقاع الأرض ، الجهة الثالثة : هم الفنانون والإعلاميون .
أولا : دور الدول والحكومات الإسلامية :
يجب على الدول الإسلامية أن تتخذ موقفاً واضحاً وجريئاً تجاه الدولة التى تمت الإساءة على أرضها ، وعليها أن تبتعد عن العبارات المطاطة التى تقتضيها ألاعيب السياسسة ، عليها أن تخاطب أمريكا بلهجة قوية ، بحيث تشعر معها أمريكا أن الأمر يثير غضب الحكومات الإسلامية ، وعلى الحكومات ألا تخشى مخاطبة أمريكا بقوة ، لأنهم يدافعون عن رسول الله ، ولن يحدث لهم مكروه ، فالعصمة لمن يدافع عن رسول الله إنما هى من الله عز وجل ، على الدول الإسلامية أن تطلب اعتذارات من الحكومة الأمريكية تبث عبر وسائل الإعلام ، وأن يوقف فوراً بث هذا الفيلم ، ويحاسب المشتركون فيه ، بحيث يعلم العالم كله أن الدول الإسلامية لا تقبل أبدا إهانة نبيها .
على الدول الإسلامية أن تتعامل فى تلك الظروف بمنطق المادة ، فلنقاطع بضائعهم ومنتجاتهم ونعتمد على أنفسنا حتى يعودوا إلى صوابهم ، بذلك تعود الهيبة للمسلمين ودولهم .
ثانياً : على المسلمين فى شتى بقاع الأرض أن يتخذوا مواقف إيجابية لدفع هذا الاعتداء ، وهذه المواقف الإيجابية نستمدها من روح الإسلام الحنيف وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعلينا أن نتمسك بسنة النبى ، لنقول للعالم كله هو نبينا وحبيبنا ، وأن إساءتكم كانت سببا فى عودتنا لسنته ، هنا ينطبق على الكفرة قول الله تعالى : " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " بذلك يعلموا أن الإساءة للنبى زادت المسلمين تمسكا بدينهم وبسنة نبيهم ، وبالتالى فلن يعودوا لتوجيه الإساءات مرة أخرى .
ثالثاً : لا يجوز للمسلمين الذين يغضبون من تلك الإساءات أن يقوموا بأفعال تتعارض مع شريعتنا ، فالخروج والتظاهر حق مكفول للجميع ومن حق المسلمين أن يدافعوا عن نبيهم ، فليخرجوا وليهتفوا حبا فى رسول الله ، ولكن لا يجوز الاعتداء على الممتلكات سواء العامة منها والخاصة ، ولا يجوز قتل اليهود أو النصارى الدبلوماسيين وغيرهم ، لأنهم عندنا بأمان ، بهذه التصرفات والأفعال نظهر للعالم بأسره أننا أتباع محمد ، وأن محمدا الذى يساء إليه فى كل يوم هو الذى علمنا التسامح ، هو الذى علمنا الرفق ، هو الذى علمنا احترام أهل الديانات الأخرى .
رابعاً : فى تلك اللحظات أقولها بكل صدق نحن بحاجة إلى الإعلاميين والفنانين ، واجب الإعلاميين فى هذه المرحلة الحرجة أن يقوموا بأعمال تظهر الوجه الحقيقى للإسلام ، تظهر قيمه ومبادئه وأخلاقه ، أعمال فنية تظهر أن محمدا صلى الله عليه وسلم ما هو إلا نبى أرسل ليخرج الناس من ظلمات الكفر والجهل إلى نور الإيمان والعلم ، وعلى الإعلاميين فى أعمالهم الفنية أن يظهروا مدى حب المسلمين وتقديرهم لنبى الله عيسى وغيره من الأنبياء ، فنحن جميعا نؤمن بمحمد وبكل الأنبياء قبله ، فهو شرط من شروط الإيمان .
وفى النهاية أقول : لنأخذ درسا وفائدة من هذه الأزمة ، وهذا الدرس يتلخص فى أن كل واحد منا يتمسك بسنة لم يكن يفعلها حبا فى رسول الله ، بهذا نكون حقيقة محبين لرسولنا ونبينا .
وفقما الله جميعا لنصرة دينه والدفاع عنه ، والتمسك بهدى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،،، ومعذرة كل المعذرة للإطالة فما فى قلبى يملأ صفحات وصفحات .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
دكتور
أحمد محمد لطفى
إلغاء إعجابي · · · منذ 5‏ ساعات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق