الأحد، 26 أغسطس 2012

أبى بن كعب -ليهنك العلم، أبا المنذر

>>>>>>>أبى بن كعب -ليهنك العلم، أبا المنذر - <<<<<<<

هو أُبى بن كعب بن قيس من الخزرج وأمه صهيلة بنت النجار، وهى عمة أبى طلحة الأنصارى. كان أّبى بن كعب من فقهاء الصحابة، وكان من كُتَّاب الوحى، ومن إعتبر من أفضل قرّاء القرآن، وهو أحد الإثنا عشر الذين بايعوا الرسول فى بيعة العقبة الأولى،وقد شهد بيعة العقبة الثانية، وبعد الهجرة آخى الرسول بينه وبين سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل .وقد أسند إليه النبى مهمة تعليم الوفود القرآن وتفقيهها فى الدين وكان النبى إذا غاب عن المدينة يستخلفه لإمامة المسلمين فى الصلاة وقد قال عنه عمر بن الخطاب: "سيد المسلمين أبى بن كعب".وقد شهد له الرسول بأنه أقرأ الأمة؛ فقال: "أرحم أمتي بأمتى أبو بكر، وأشدهم فى أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقرؤهم لكتاب الله أُبيّ بن كعب، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ألا وإن لكل أمة أمينًا، وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح".وقد أخذ عن أُبيّ قراءة القرآن: ابنُ عباس، وأبو هريرة، رحمهم الله، وكانأول من كتب لرسول الله عند مقدمه المدينة أبى بن كعب ، وهو أول من كتب فى آخر الكتاب: وكتبه فلان وكان أُبيّ إذا لم يحضر دعا رسول الله زيد بن ثابت فكتب.وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يومآ : "ألا أعلمك سورة ما أنزل فى التوراة ولا فى الزبور ولا فى الإنجيل ولا فى القرآن مثلها؟" قال: بلى قال: "فكيف تقرأ إذا قمت تصلى؟" فقرأ بفاتحة الكتاب، قال: "هى هى، وهى السبع المثانى والقرآن العظيم الذى أوتيتُه".وكان من أحرص الناس على حفظ القرآن الكريم، قال له رسول الله يومًا: يا أبى بن كعب، إن الله أمرنى أن أقرأ عليك: {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب} [البينة: 1]، فقال أُبى فى نشوة غامرة: يا رسول الله: بأبى أنت وأمى، آلله سمَّانى لك؟ فقال الرسول : نعم بإسمك ونسبك فى الملأ الأعلى، فجعل أبى -رضى الله عنه- يبكى من شدة الفرح...وكان -رضى الله عنه- واحدًا من الستة أصحاب الفُتْيَا الذين أذن لهم رسول الله بالحكم فى حوائج الناس، وفض المنازعات التى تحدث بينهم، وردِّ المظالم إلى أهلها، وهم: عمر بن الخطاب، وعلى بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وأبى بن كعب، وزيد بن حارثة، وأبو موسى الأشعرى.وكان ممن جمعوا القرآن على عهد رسول الله ؛ وسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم يومآ : "يا أبا المنذر، أتدرى أى آية من كتاب الله معك أعظم؟" قال: "اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ".فضرب في صدره وقال: "وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ".وقد كان مستجاب الدعوة وشهد مع رسول الله غزوة بدر , ويوم أحد قال الرسول لأصحابه: "من يأتينى بخبر سعد بن الربيع؛ فإنى رأيت الأسنة قد أشرعت إليه؟" فقال أبى بن كعب : أنا. ووصل إليه فوجده يلفظ أنفاسه الأخيرةفقال له سعد : أَقْرِئ على قومى السلام وقُلْ لهم: يقول لكم سعد بن الربيع: اللهَ اللهَ وما عاهدتم عليه رسول الله ليلة العقبة، فوالله ما لكم عند الله عذر إن خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف. فلم يبرح حتى مات، فرجع إلى رسول الله فأخبره، فقال : "رحمه الله، نصح لله ولرسوله حيًّا وميتًا".وقد شهد كل الغزوات مع النبى...وبعد إنتقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى الرفيق الأعلى ، ظل أبى على عهده فى عبادته وقوة دينه ، وكان دوما يذكر المسلمين بأيام الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويقول : لقد كنا مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ووجوهنا واحدة ، فلما فارقنا إختلفت وجوهنا يمينآ وشمالآ وعن الدنيا يتحدث ويقول :إن طعام بن آدم ، قد ضرب للدنيا مثلآ ، فإن ملحه وقذحه فانظر إلى ماذا يصير ؟ولما وقع الناس فى أمر عثمان قال له عبد الرحمن بن أبزى: أبا المنذر، ما المخرج من هذا الأمر؟ قال: "كتاب الله، وسنة نبيه ما إستبان لكم فاعملوا به، وما أشكل عليكم فكلوه إلى عالمه".وكان رضى الله عنه يقول :تعلموا العربية كما تعلّمون حفظ القرآن. وكان يقول : الصلاة الوسطى صلاة العصر. وقال أيضًا: ما ترك عبد شيئًا لا يتركه إلا لله إلا آتاه الله ما هو خير منه من حيث لا يحتسب، ولا تهاون به فأخذه من حيث لا ينبغى له إلا أتاه الله بما هو أشد عليه...وكان -رضى الله عنه- لا يخاف فى الله لومة لائم، وكان من الذين لا يطلبون من الدنيا عرضًا، فليس لها نصيب فى قلوبهم، فعندما إتسعت بلاد المسلمين ورأى الناس يجاملون ولاتهم فى غير حق قال: هلكوا وربِّ الكعبة، هلكوا وأهلكوا، أما إنى لا آسى عليهم ولكن آسى على من يهلكون من المسلمين. وكان ورعًا تقيًّا يبكى إذا ذكر الله، ويهتز كيانه حين يرتل آيات القرآن أو يسمعها، وكان إذا تلا أو سمع قوله تعالى: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابًا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعًا ويذيق بعضكم بأس بعض أنظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون}_[الأنعام: 65]، يغشاه الهم والأسى.وقد روى أن رجلآ من المسلمين، قال يا رسول الله: أرأيت هذه الأمراض التى تصيبنا وما نلاقيها؟ قال: كفارات، فقال أبى بن كعب: يا رسول الله، وإن قَلَّتْ؟ قال: وإن شوكة فما فوقها، فدعا أبى أن لا يفارقه الوَعْك حتى يموت، وأن لا يشغله عن حج، ولا عمرة ولا جهاد، ولا صلاة مكتوبة فى جماعة، فما مس إنسان جسده إلا وجد حرَّه حتى مات... وكان عمر يجل أبيَّا، ويستفتيه فى القضايا، وقد أمره أن يجمع الناس فيصلى بهم فى المسجد صلاة التراويح فى رمضان، وقبلها كان يصلى كل إنسان وحده...وقد روى أبى بن كعب -رضى الله عنه- بعض الأحاديث عن رسول الله وروى عنه بعض الصحابة والتابعين، وقال له رجل -ذات يوم- أوصنى: فقال له أُبيُّ: إتخذ كتاب الله إمامًا، وإرض به قاضيًا وحكمًا، فإنه الذى إستخلف فيكم رسولكم، شفيع، مطاع، وشاهد لا يتهم، فيه ذكركم وذكر من قبلكم، وحكم ما بينكم، وخبركم وخبر ما بعدكم. وقد توفى -رضى الله عنه- سنة ثلاثين هجرية، ويوم موته رأى رجل الناس فى المدينة يموجون فى سككهم، فقال: ما شأن هؤلاء؟ فقال بعضهم: ما أنت من أهل البلد؟ قال: لا. قال: فإنه قد مات اليوم سيد المسلمين، أبى بن كعب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق