الحرب علي التيار الاسلامي ، والاستهزاء بالمؤمنين
****************************** **********
لو أن أحداً يسلم من الأذى لشرفه ومكانته بين الناس لكان رسول الله صلى
الله عليه وسلم أحق بذلك !! ولكن الإبتلاء يحصل للمؤمن والمؤمنة من أجل
التمييز والتمحيص ، ومعلوم أن نقمة المستهزئين على المؤمنين هي بسبب
إيمانهم . قال تعالى : (( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز
الحميد )) . سورة البروج آية : 8 .
وقد فضح الله موقف المستهزئين
بالمؤمنين في كتابه العزيز فقال سبحانه : (( زين للذين كفروا الحياة الدنيا
ويسخرون من الذين آمنوا والذين أتقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من
يشاء بغير حساب )) سورة البقرة ، آية : 212 .
ولشناعة فعل المستهزئين سماهم الله في كتابه بالمجرمين فقال تعالى :
(( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون * وإذا مروا بهم يتغامزون
وإذا أنقلبوا إلى أهلهم أنقلبوا فكهين * وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون
* وما أرسلوا عليهم حافظين )) سورة المطففين ، آية : 29 ، 33
إنه الغمز واللمز والضحك الذي يمارسه كل مجرم ضد كل موحد ، وهذا الأمر يشكو
منه خاصة كثير من الشباب والشابات ممن منَّ الله عليهم بالهداية
والإستقامة ، يشكون دائماً من السخرية وعن الإستهزاء ، فعليهم الصبر فإن
العاقبة للمتقين وليتأملوا قول الله تعالى :
(( والذين يلمزون
المطوعين من المؤمنين في الصدقات * والذين لا يجدون إلى جهدهم فيسخرون منهم
سخر الله منهم ولهم عذاب أليم )) سورة التوبة ، آية : 79 .
قال
أبن كثير - رحمه الله - ( وهذه - أيضاً - من صفات المنافقين ، ألا يسلم أحد
من عيبهم ولمزهم في جميع الأحوال ، حتى ولا المتصدقون يسلمون منهم ، إن
جاء أحد منهم بمال جزيل قالوا هذا مُرَاء !! وإن جاء بشئ يسير قالوا : إن
الله لغني عن صدقة هذا ) (تفسير القرآن العظيم 4/125) .
وإليك بعضاً من صور الإستهزاء بالمؤمنين مما شاع اليوم وذاع في صفوف الناس :
1) الإٍستهزاء برجال قاموا بإمتثال امر الله بالامر بالمعروف والنهي عن
المنكر . أولئك الرجال الذين استشعروا أهمية خيرية هذه الأمة في قول الله -
سبحانه وتعالى - (( كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن
المنكر وتؤمنون بالله )) سورة آل عمران ، آية : 110 . فقاموا بهذا العمل
النبيل العظيم ، وذلك لأداء ما أفترض الله على هذه الأمة ، ومع هذا يسخر
منهم السفهاء ، ويلصقون بهم التهم والزّيوف ، عن طريق العبارت والكلمات
والمقالات بل وحتي الرسومات وتصل غالبا للاتهامات
2) السخرية
بالمجاهدين في سبيل الله : وذلك بتصوير المجاهدين في بعض وسائل الاعلام
برسومات خبيثة ومقالات قبيحة تظهر من خلالها حقد دفين على هؤلاء المجاهدين ،
وتتناول اخبارهم بلسان اعدائهم الذين يحاربون الاسلام ووصفهم بالارهابيون
والمتطرفون وهم بذلك يريدون غرس كراهية الجهاد في نفوس المسلمين ؟ وتقبيح
صورة أهل الجهاد في نفوس الصغار ؟.
3) السخرية بعلماء الأمة : بالتطاول
عليهم وعدم توقيرهم والطعن في نياتهم، وهذا الجرم لم يقتصر فعله على أعداء
الدين ، بل وقع حتى أناس يحسبون على الدعوة والدعاة ، فضلا علي من لا يعرف
الفرق بين الركن والشرط
عقوبة وجزاء المستهزئين
*******************
يقول الله تعالى : (( أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون )) سورة القلم ، آية : 35 - 36 .
ويقول سبحانه : (( إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين * كتب
الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز )) سورة المجادلة ، آية : 20 - 21 .
لقد تأملت الآيات العظيمة التي وردت في كتاب الله تعالى والتي ذكر فيها -
سبحانه - عقوبة المستهزئين وعقاب الله الأليم المحيط بهم ، فوجدت أمراً
عظيماً تتفطر منه الأكباد ، وتنخلع لهوله الأفئدة .خزي في الدنيا ، وعذاب
في الآخرة .
هلاك ودمار في العاجلة . ،،وعذاب مقيم في الآجلة .
قوم نوح - عليه السلام - سخروا منه كما تقدم بيان ذلك فأهلكهم الله بالغرق في الدنيا ، ولعذاب الآخرة أشد وأنكى
قال تعالى : (( فأنجيناه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوماً عمين )) سورة الأعراف ، آية : 64 .
وقوم هود - عليه السلام - سخروا منه وكذبوه ، فأنجاه الله وأهلكهم قال تعالى :
(( فانجيناه والذين معه بحرمةٍ منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين )) سورة الأعراف ، آية : 72 .
وقال تعالى (( لما جاء أمرنا نجينا هوداً والذين آمنوا معه برحمة منا
ونجيناهم من عذاب غليظ وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا امر
كل جبار عنيد * وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ألا إن عاداً
كفروا ربهم ألا بعداً لعاد قوم هود )) سورة هود ، الآيات : 58 - 60 .
وصالح - عليه السلام - أرسل إلى ثمود فسخروا منه وكذبوه فأنجاه الله وأهلكهم قال - تعالى - :
(( فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين )) سورة الأعراف ، آية : 78 .
ولوط - عليه السلام - أرسل إلى قومه فسخروا منه وقالوا : (( إنهم أناس
يتطهرون )) فكانت النجاة له ولمن آمن معه ، والهلاك والدمار للساخرين
والمكذبين ، قال تعالى :
(( فأنجيناه وأهله إلا إمرأته كانت من
الغابرين * وأمطرنا عليهم مطراً فانظر كيف كان عاقبة المجرمين )) سورة
الأعراف ، الآيتان : 83 - 84 .
وقال سبحانه : (( فلما جاء أمرنا جعلنا
عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من
الظالمين ببعيد )) سورة هود ، الآيتان : 82 - 83 .
وقوم شعيب
سخروا منه وقالوا له : (( ياشعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو
أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد )) سورة هود ، آية 87 .
فأهلكهم الله وأنجاه . قال سبحانه :
(( فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين * الذين كذبوا شعيباً كانوا هم الخاسرين )) سورة الأعراف ، آية : 91 ، 92 .
وقال سبحانه : (( ولما جاء أمرنا نجينا شعيباً والذين آمنوا معه برحمة منا
وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين * كأن لم يغنوا فيها
ألا بعداً لمدين كما بعدت ثمود )) سورة هود ، الآيتان : 94 ، 95 .
وقوم موسى كذبوه وسخروا منه وأستهزأوا به فأنجاه الله ومن معه وأهلك عدوه قال تعالى :
(( فأوحينا إلى موسى أن أضرب بعصاك البحر فأنفلق فكان كل فرق كالطود
العظيم وأزلفنا ثم الآخرين * وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا
الآخرين )) سورة الشعراء ، الآيات : 63 ، 66
وأعداء رسول الله صلى
الله عليه وسلم استهزأوا به وسخروا منه وكذبوه وآذوه فكانت العاقبة
للمتقين ، والخزي والعار والنار والهلاك للطغاة الهازلين المفسدين المكذبين
.
قتلوا في الدنيا وعند ربك عذاب ونار شررها كالقصر
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عن هؤلاء المستهزئين برسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين :
( والقصة في إهلاك الله واحداً واحداً من هؤلاء المستهزئين معروفة ، فقد
ذكرها أهل السير والتفاسير ، وهم على ماقيل : نفر من رؤوس قريش مثل :
الوليد بن المغيرة ، والعاص بن وائل ، والأسودان ابن عبد المطلب ، وابن عبد
يغوث ، والحارث بن قيس ... وكسرى مزق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
واستهزأ به فقتله الله بعد قليل ؛ ومزق ملكه كل ممزق ، ولم يبق للأكاسرة
ملك ، وهذا والله أعلم تحقيق لقوله تعالى : (( إن شانئك هو الأبتر )) سورة
الكوثر ، آية : 3 . فكل من شنأه وأبغضه وعاداه فإن الله يقطع دابره ويمحق
عينه وأثره ... ومن الكلام السائر : (( لحوم العلماء مسمومة )) فكيف بلحوم
الأنبياء - عليهم السلام - ؟!! .
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله تعالى :
(( من عادى لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة )) فكيف بمن عادى الأنبياء ،
ومن حارب الله - تعالى - حُرب . (الصارم المسلول 164 ، 165) .
موقف المسلم من الساخرين والمستهزئين
****************************** **
يشكو كثير من الناس وخاصة الدعاة من هذا الوباء ، الذي يعترضهم في طريق
الدعوة ، الناس يسخرون منا ، هؤلاء يستهزئون بنا ، ماذا نفعل وكيف نتصرف ؟
وللجواب على ذلك أقول ، وبالله التوفيق .
( الصبر على الأذى في
سبيل الله أحد ثوابت الدعوة إلى الله ، فدعوة بدون صبر لا يرجى من ورائها
ثمرة كيف وقد خاطب الله نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله :
(( فاصبر إن العاقبة للمتقين )) سورة هود ، آية : 49
وأوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم نبأ ما قاله موسى - عليه السلام - لقومه :
(( قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من
عباده والعاقبة للمتقين * قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا
قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف يعملون )) سورة
الأعراف ، الآيتان : 128 ، 129
ولا بد أن يكون مع الصبر توكل صادق على الله وحده ، يقول سبحانه :
(( ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلاً )) سورة الأحزاب ، آية : 48 .
فالتوكل عليه سبحانه والإعتماد عليه وحده ، والطمع فيما عنده وحده ، هو
الركن الركين لسالك هذا الطريق الطويل ، وقديماً قيل : بالصبر واليقين
تُنال الإمامة في الدين .
******************************
لو أن أحداً يسلم من الأذى لشرفه ومكانته بين الناس لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق بذلك !! ولكن الإبتلاء يحصل للمؤمن والمؤمنة من أجل التمييز والتمحيص ، ومعلوم أن نقمة المستهزئين على المؤمنين هي بسبب إيمانهم . قال تعالى : (( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد )) . سورة البروج آية : 8 .
وقد فضح الله موقف المستهزئين بالمؤمنين في كتابه العزيز فقال سبحانه : (( زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين أتقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب )) سورة البقرة ، آية : 212 .
ولشناعة فعل المستهزئين سماهم الله في كتابه بالمجرمين فقال تعالى :
(( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون * وإذا مروا بهم يتغامزون وإذا أنقلبوا إلى أهلهم أنقلبوا فكهين * وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون * وما أرسلوا عليهم حافظين )) سورة المطففين ، آية : 29 ، 33
إنه الغمز واللمز والضحك الذي يمارسه كل مجرم ضد كل موحد ، وهذا الأمر يشكو منه خاصة كثير من الشباب والشابات ممن منَّ الله عليهم بالهداية والإستقامة ، يشكون دائماً من السخرية وعن الإستهزاء ، فعليهم الصبر فإن العاقبة للمتقين وليتأملوا قول الله تعالى :
(( والذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات * والذين لا يجدون إلى جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم )) سورة التوبة ، آية : 79 .
قال أبن كثير - رحمه الله - ( وهذه - أيضاً - من صفات المنافقين ، ألا يسلم أحد من عيبهم ولمزهم في جميع الأحوال ، حتى ولا المتصدقون يسلمون منهم ، إن جاء أحد منهم بمال جزيل قالوا هذا مُرَاء !! وإن جاء بشئ يسير قالوا : إن الله لغني عن صدقة هذا ) (تفسير القرآن العظيم 4/125) .
وإليك بعضاً من صور الإستهزاء بالمؤمنين مما شاع اليوم وذاع في صفوف الناس :
1) الإٍستهزاء برجال قاموا بإمتثال امر الله بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر . أولئك الرجال الذين استشعروا أهمية خيرية هذه الأمة في قول الله - سبحانه وتعالى - (( كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )) سورة آل عمران ، آية : 110 . فقاموا بهذا العمل النبيل العظيم ، وذلك لأداء ما أفترض الله على هذه الأمة ، ومع هذا يسخر منهم السفهاء ، ويلصقون بهم التهم والزّيوف ، عن طريق العبارت والكلمات والمقالات بل وحتي الرسومات وتصل غالبا للاتهامات
2) السخرية بالمجاهدين في سبيل الله : وذلك بتصوير المجاهدين في بعض وسائل الاعلام برسومات خبيثة ومقالات قبيحة تظهر من خلالها حقد دفين على هؤلاء المجاهدين ، وتتناول اخبارهم بلسان اعدائهم الذين يحاربون الاسلام ووصفهم بالارهابيون والمتطرفون وهم بذلك يريدون غرس كراهية الجهاد في نفوس المسلمين ؟ وتقبيح صورة أهل الجهاد في نفوس الصغار ؟.
3) السخرية بعلماء الأمة : بالتطاول عليهم وعدم توقيرهم والطعن في نياتهم، وهذا الجرم لم يقتصر فعله على أعداء الدين ، بل وقع حتى أناس يحسبون على الدعوة والدعاة ، فضلا علي من لا يعرف الفرق بين الركن والشرط
عقوبة وجزاء المستهزئين
*******************
يقول الله تعالى : (( أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون )) سورة القلم ، آية : 35 - 36 .
ويقول سبحانه : (( إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين * كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز )) سورة المجادلة ، آية : 20 - 21 .
لقد تأملت الآيات العظيمة التي وردت في كتاب الله تعالى والتي ذكر فيها - سبحانه - عقوبة المستهزئين وعقاب الله الأليم المحيط بهم ، فوجدت أمراً عظيماً تتفطر منه الأكباد ، وتنخلع لهوله الأفئدة .خزي في الدنيا ، وعذاب في الآخرة .
هلاك ودمار في العاجلة . ،،وعذاب مقيم في الآجلة .
قوم نوح - عليه السلام - سخروا منه كما تقدم بيان ذلك فأهلكهم الله بالغرق في الدنيا ، ولعذاب الآخرة أشد وأنكى
قال تعالى : (( فأنجيناه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوماً عمين )) سورة الأعراف ، آية : 64 .
وقوم هود - عليه السلام - سخروا منه وكذبوه ، فأنجاه الله وأهلكهم قال تعالى :
(( فانجيناه والذين معه بحرمةٍ منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين )) سورة الأعراف ، آية : 72 .
وقال تعالى (( لما جاء أمرنا نجينا هوداً والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا امر كل جبار عنيد * وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ألا إن عاداً كفروا ربهم ألا بعداً لعاد قوم هود )) سورة هود ، الآيات : 58 - 60 .
وصالح - عليه السلام - أرسل إلى ثمود فسخروا منه وكذبوه فأنجاه الله وأهلكهم قال - تعالى - :
(( فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين )) سورة الأعراف ، آية : 78 .
ولوط - عليه السلام - أرسل إلى قومه فسخروا منه وقالوا : (( إنهم أناس يتطهرون )) فكانت النجاة له ولمن آمن معه ، والهلاك والدمار للساخرين والمكذبين ، قال تعالى :
(( فأنجيناه وأهله إلا إمرأته كانت من الغابرين * وأمطرنا عليهم مطراً فانظر كيف كان عاقبة المجرمين )) سورة الأعراف ، الآيتان : 83 - 84 .
وقال سبحانه : (( فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد )) سورة هود ، الآيتان : 82 - 83 .
وقوم شعيب سخروا منه وقالوا له : (( ياشعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد )) سورة هود ، آية 87 . فأهلكهم الله وأنجاه . قال سبحانه :
(( فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين * الذين كذبوا شعيباً كانوا هم الخاسرين )) سورة الأعراف ، آية : 91 ، 92 .
وقال سبحانه : (( ولما جاء أمرنا نجينا شعيباً والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين * كأن لم يغنوا فيها ألا بعداً لمدين كما بعدت ثمود )) سورة هود ، الآيتان : 94 ، 95 .
وقوم موسى كذبوه وسخروا منه وأستهزأوا به فأنجاه الله ومن معه وأهلك عدوه قال تعالى :
(( فأوحينا إلى موسى أن أضرب بعصاك البحر فأنفلق فكان كل فرق كالطود العظيم وأزلفنا ثم الآخرين * وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الآخرين )) سورة الشعراء ، الآيات : 63 ، 66
وأعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم استهزأوا به وسخروا منه وكذبوه وآذوه فكانت العاقبة للمتقين ، والخزي والعار والنار والهلاك للطغاة الهازلين المفسدين المكذبين .
قتلوا في الدنيا وعند ربك عذاب ونار شررها كالقصر
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عن هؤلاء المستهزئين برسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين :
( والقصة في إهلاك الله واحداً واحداً من هؤلاء المستهزئين معروفة ، فقد ذكرها أهل السير والتفاسير ، وهم على ماقيل : نفر من رؤوس قريش مثل : الوليد بن المغيرة ، والعاص بن وائل ، والأسودان ابن عبد المطلب ، وابن عبد يغوث ، والحارث بن قيس ... وكسرى مزق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واستهزأ به فقتله الله بعد قليل ؛ ومزق ملكه كل ممزق ، ولم يبق للأكاسرة ملك ، وهذا والله أعلم تحقيق لقوله تعالى : (( إن شانئك هو الأبتر )) سورة الكوثر ، آية : 3 . فكل من شنأه وأبغضه وعاداه فإن الله يقطع دابره ويمحق عينه وأثره ... ومن الكلام السائر : (( لحوم العلماء مسمومة )) فكيف بلحوم الأنبياء - عليهم السلام - ؟!! .
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله تعالى :
(( من عادى لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة )) فكيف بمن عادى الأنبياء ، ومن حارب الله - تعالى - حُرب . (الصارم المسلول 164 ، 165) .
موقف المسلم من الساخرين والمستهزئين
******************************
يشكو كثير من الناس وخاصة الدعاة من هذا الوباء ، الذي يعترضهم في طريق الدعوة ، الناس يسخرون منا ، هؤلاء يستهزئون بنا ، ماذا نفعل وكيف نتصرف ؟ وللجواب على ذلك أقول ، وبالله التوفيق .
( الصبر على الأذى في سبيل الله أحد ثوابت الدعوة إلى الله ، فدعوة بدون صبر لا يرجى من ورائها ثمرة كيف وقد خاطب الله نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله :
(( فاصبر إن العاقبة للمتقين )) سورة هود ، آية : 49
وأوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم نبأ ما قاله موسى - عليه السلام - لقومه :
(( قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين * قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف يعملون )) سورة الأعراف ، الآيتان : 128 ، 129
ولا بد أن يكون مع الصبر توكل صادق على الله وحده ، يقول سبحانه :
(( ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلاً )) سورة الأحزاب ، آية : 48 .
فالتوكل عليه سبحانه والإعتماد عليه وحده ، والطمع فيما عنده وحده ، هو الركن الركين لسالك هذا الطريق الطويل ، وقديماً قيل : بالصبر واليقين تُنال الإمامة في الدين .