الجمعة، 28 سبتمبر 2012

الحرب علي التيار الاسلامي ، والاستهزاء بالمؤمنين

الحرب علي التيار الاسلامي ، والاستهزاء بالمؤمنين
****************************************
لو أن أحداً يسلم من الأذى لشرفه ومكانته بين الناس لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق بذلك !! ولكن الإبتلاء يحصل للمؤمن والمؤمنة من أجل التمييز والتمحيص ، ومعلوم أن نقمة المستهزئين على المؤمنين هي بسبب إيمانهم . قال تعالى : (( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد )) . سورة البروج آية : 8 .

وقد فضح الله موقف المستهزئين بالمؤمنين في كتابه العزيز فقال سبحانه : (( زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين أتقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب )) سورة البقرة ، آية : 212 .

ولشناعة فعل المستهزئين سماهم الله في كتابه بالمجرمين فقال تعالى :
(( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون * وإذا مروا بهم يتغامزون وإذا أنقلبوا إلى أهلهم أنقلبوا فكهين * وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون * وما أرسلوا عليهم حافظين )) سورة المطففين ، آية : 29 ، 33

إنه الغمز واللمز والضحك الذي يمارسه كل مجرم ضد كل موحد ، وهذا الأمر يشكو منه خاصة كثير من الشباب والشابات ممن منَّ الله عليهم بالهداية والإستقامة ، يشكون دائماً من السخرية وعن الإستهزاء ، فعليهم الصبر فإن العاقبة للمتقين وليتأملوا قول الله تعالى :
(( والذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات * والذين لا يجدون إلى جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم )) سورة التوبة ، آية : 79 .

قال أبن كثير - رحمه الله - ( وهذه - أيضاً - من صفات المنافقين ، ألا يسلم أحد من عيبهم ولمزهم في جميع الأحوال ، حتى ولا المتصدقون يسلمون منهم ، إن جاء أحد منهم بمال جزيل قالوا هذا مُرَاء !! وإن جاء بشئ يسير قالوا : إن الله لغني عن صدقة هذا ) (تفسير القرآن العظيم 4/125) .

وإليك بعضاً من صور الإستهزاء بالمؤمنين مما شاع اليوم وذاع في صفوف الناس :
1) الإٍستهزاء برجال قاموا بإمتثال امر الله بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر . أولئك الرجال الذين استشعروا أهمية خيرية هذه الأمة في قول الله - سبحانه وتعالى - (( كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )) سورة آل عمران ، آية : 110 . فقاموا بهذا العمل النبيل العظيم ، وذلك لأداء ما أفترض الله على هذه الأمة ، ومع هذا يسخر منهم السفهاء ، ويلصقون بهم التهم والزّيوف ، عن طريق العبارت والكلمات والمقالات بل وحتي الرسومات وتصل غالبا للاتهامات
2) السخرية بالمجاهدين في سبيل الله : وذلك بتصوير المجاهدين في بعض وسائل الاعلام برسومات خبيثة ومقالات قبيحة تظهر من خلالها حقد دفين على هؤلاء المجاهدين ، وتتناول اخبارهم بلسان اعدائهم الذين يحاربون الاسلام ووصفهم بالارهابيون والمتطرفون وهم بذلك يريدون غرس كراهية الجهاد في نفوس المسلمين ؟ وتقبيح صورة أهل الجهاد في نفوس الصغار ؟.
3) السخرية بعلماء الأمة : بالتطاول عليهم وعدم توقيرهم والطعن في نياتهم، وهذا الجرم لم يقتصر فعله على أعداء الدين ، بل وقع حتى أناس يحسبون على الدعوة والدعاة ، فضلا علي من لا يعرف الفرق بين الركن والشرط

عقوبة وجزاء المستهزئين
*******************
يقول الله تعالى : (( أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون )) سورة القلم ، آية : 35 - 36 .

ويقول سبحانه : (( إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين * كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز )) سورة المجادلة ، آية : 20 - 21 .

لقد تأملت الآيات العظيمة التي وردت في كتاب الله تعالى والتي ذكر فيها - سبحانه - عقوبة المستهزئين وعقاب الله الأليم المحيط بهم ، فوجدت أمراً عظيماً تتفطر منه الأكباد ، وتنخلع لهوله الأفئدة .خزي في الدنيا ، وعذاب في الآخرة .
هلاك ودمار في العاجلة . ،،وعذاب مقيم في الآجلة .

قوم نوح - عليه السلام - سخروا منه كما تقدم بيان ذلك فأهلكهم الله بالغرق في الدنيا ، ولعذاب الآخرة أشد وأنكى
قال تعالى : (( فأنجيناه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوماً عمين )) سورة الأعراف ، آية : 64 .

وقوم هود - عليه السلام - سخروا منه وكذبوه ، فأنجاه الله وأهلكهم قال تعالى :
(( فانجيناه والذين معه بحرمةٍ منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين )) سورة الأعراف ، آية : 72 .

وقال تعالى (( لما جاء أمرنا نجينا هوداً والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا امر كل جبار عنيد * وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ألا إن عاداً كفروا ربهم ألا بعداً لعاد قوم هود )) سورة هود ، الآيات : 58 - 60 .

وصالح - عليه السلام - أرسل إلى ثمود فسخروا منه وكذبوه فأنجاه الله وأهلكهم قال - تعالى - :
(( فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين )) سورة الأعراف ، آية : 78 .

ولوط - عليه السلام - أرسل إلى قومه فسخروا منه وقالوا : (( إنهم أناس يتطهرون )) فكانت النجاة له ولمن آمن معه ، والهلاك والدمار للساخرين والمكذبين ، قال تعالى :
(( فأنجيناه وأهله إلا إمرأته كانت من الغابرين * وأمطرنا عليهم مطراً فانظر كيف كان عاقبة المجرمين )) سورة الأعراف ، الآيتان : 83 - 84 .
وقال سبحانه : (( فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد )) سورة هود ، الآيتان : 82 - 83 .

وقوم شعيب سخروا منه وقالوا له : (( ياشعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد )) سورة هود ، آية 87 . فأهلكهم الله وأنجاه . قال سبحانه :
(( فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين * الذين كذبوا شعيباً كانوا هم الخاسرين )) سورة الأعراف ، آية : 91 ، 92 .
وقال سبحانه : (( ولما جاء أمرنا نجينا شعيباً والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين * كأن لم يغنوا فيها ألا بعداً لمدين كما بعدت ثمود )) سورة هود ، الآيتان : 94 ، 95 .

وقوم موسى كذبوه وسخروا منه وأستهزأوا به فأنجاه الله ومن معه وأهلك عدوه قال تعالى :
(( فأوحينا إلى موسى أن أضرب بعصاك البحر فأنفلق فكان كل فرق كالطود العظيم وأزلفنا ثم الآخرين * وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الآخرين )) سورة الشعراء ، الآيات : 63 ، 66

وأعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم استهزأوا به وسخروا منه وكذبوه وآذوه فكانت العاقبة للمتقين ، والخزي والعار والنار والهلاك للطغاة الهازلين المفسدين المكذبين .
قتلوا في الدنيا وعند ربك عذاب ونار شررها كالقصر

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عن هؤلاء المستهزئين برسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين :
( والقصة في إهلاك الله واحداً واحداً من هؤلاء المستهزئين معروفة ، فقد ذكرها أهل السير والتفاسير ، وهم على ماقيل : نفر من رؤوس قريش مثل : الوليد بن المغيرة ، والعاص بن وائل ، والأسودان ابن عبد المطلب ، وابن عبد يغوث ، والحارث بن قيس ... وكسرى مزق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واستهزأ به فقتله الله بعد قليل ؛ ومزق ملكه كل ممزق ، ولم يبق للأكاسرة ملك ، وهذا والله أعلم تحقيق لقوله تعالى : (( إن شانئك هو الأبتر )) سورة الكوثر ، آية : 3 . فكل من شنأه وأبغضه وعاداه فإن الله يقطع دابره ويمحق عينه وأثره ... ومن الكلام السائر : (( لحوم العلماء مسمومة )) فكيف بلحوم الأنبياء - عليهم السلام - ؟!! .
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله تعالى :
(( من عادى لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة )) فكيف بمن عادى الأنبياء ، ومن حارب الله - تعالى - حُرب . (الصارم المسلول 164 ، 165) .

موقف المسلم من الساخرين والمستهزئين
********************************
يشكو كثير من الناس وخاصة الدعاة من هذا الوباء ، الذي يعترضهم في طريق الدعوة ، الناس يسخرون منا ، هؤلاء يستهزئون بنا ، ماذا نفعل وكيف نتصرف ؟ وللجواب على ذلك أقول ، وبالله التوفيق .

( الصبر على الأذى في سبيل الله أحد ثوابت الدعوة إلى الله ، فدعوة بدون صبر لا يرجى من ورائها ثمرة كيف وقد خاطب الله نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله :
(( فاصبر إن العاقبة للمتقين )) سورة هود ، آية : 49
وأوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم نبأ ما قاله موسى - عليه السلام - لقومه :
(( قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين * قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف يعملون )) سورة الأعراف ، الآيتان : 128 ، 129
ولا بد أن يكون مع الصبر توكل صادق على الله وحده ، يقول سبحانه :
(( ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلاً )) سورة الأحزاب ، آية : 48 .
فالتوكل عليه سبحانه والإعتماد عليه وحده ، والطمع فيما عنده وحده ، هو الركن الركين لسالك هذا الطريق الطويل ، وقديماً قيل : بالصبر واليقين تُنال الإمامة في الدين .

الشريعة الإسلامية

الشريعة الإسلامية
جاء القرآن الكريم ليبين للناس جميعًا أن الإسلام هو الدين المقبول عند
الله -عز وجل-، والإسلام معناه الاستسلام لله رب العالمين بطاعته، وتنفيذ أوامره، وعدم معصيته، والإسلام ليس دينًا قاصرًا على بعض العبادات التي يؤديها الإنسان، بل يشمل جميع نواحي الحياة، فهو دين شامل كامل جاء ليُقَوِّمَ حياةَ الناس، ويخرجهم من الظلمات إلى النور، ويعرفهم طريق الله، فجاءت العبادات لتطهير القلوب وربطها بالله، وجاءت الأخلاق لتزكية النفوس، وجاءت أوامر الله كلها تحث الإنسان على فعل الخيرات، والبعد عن المنكرات وفق أسس وقواعد ربانية شرعها الله -عز وجل- والإنسان مأمور بأن يجعل حياته كلها تسير وفق هذه القواعد إن كان يريد السعادة والطهر والعفاف والسكينة له وللمجتمع الذي يعيش فيه.
أساس الإسلام
والقرآن الكريم يبيِّن لنا الأساس الذي يقوم عليه الإسلام، هذا الأساس مكون من جزأين يجب تحقيقهما، وهما:
1ـ العقيدة:
فالعقيدة هي جوهر الإسلام وأصله الذي يقوم عليه، والشريعة مبنية على العقيدة الصالحة الخالصة النقية لله رب العالمين، ومن طبق شرائع الله -عز وجل- وأضاع العقيدة فهو كالسائر بغير هدى. وقد عبر الله -عز وجل- عن العقيدة في القرآن بالإيمان وعن الشريعة بالعمل الصالح فقال: {فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون} [الأنبياء: 94].
وورد لفظ الشريعة في القرآن الكريم مرة واحدة. قال تعالى: {ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها} [الجاثية: 18].
وقد جعل الله لكل نبي من أنبيائه شريعة ومنهاجًا، قال تعالى: {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجًا} [المائدة: 48].

إسلامية المعرفة

إسلامية المعرفة
لابد من إصلاح مناهج الفكر، وبناء الرؤية الأصيلة الواضحة لمختلف مراحله. وما من فرع من فروع العلم إلا ويمكن ضبطه بالمنظور القرآني المرن الشامل، الذي يتسع للمسألة العلمية في مختلف أركانها (الأهداف- المناهج- الحقائق- التطبيق).
فمع اتجاه المعرفة نحو القوة والتسلط والأنانية، وتحويل المنجزات العلمية إلى سلاح يوجَّه إلى صدر الإنسان وليس لصالحه، أمام كل هذا تأتي أهمية (إسلامية المعرفة) وهي تعني التمسك بالمنظور القرآني للكون والحياة والأخذ بالإطار الذي وضعه الإسلام لضبط الحركة العلمية.
محاور إسلامية المعرفة:
وتقوم إسلامية المعرفة على المحاور الآتية:
(1) ممارسة النشاط المعرفي (الكشف- التجميع- التركيب- النشر) من زاوية التصور الإسلامي.
(2) احتواء كل الأنشطة والعلوم الإنسانية نظريًّا وتطبيقيًّا، وتشكيلها في إطار الأسس الإسلامية.
(3) أن تواكب قدرة العقل والفكر والمنهج الإسلامي حاجة الأمة والتحديات التي تواجهها.

الشورى

الشورى
(أشيروا عليَّ أيها الناس).. كلمة قالها النبي ( وبعدها قال الصديق أبو بكر كلمته، وقال عمر بن الخطاب كلمته، ونطق المقداد بن عمرو بكلمات خالدة قال: امض بنا يا رسول الله لما أمرك الله، والله لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون. ولكن نقول: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون.
فاستبشر النبي ( خيرًا، وتوجه إلى الأنصار يطلب رأيهم، فنطق سعد بن معاذ -رضي الله عنه- بأعظم كلمات، بايع فيها الله ورسوله على التضحية من أجل دين الله. قال سعد: امض بنا يا رسول الله، فوالله لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، إنا لصُدقٌ في القتال، صُبُرٌ في الحرب، ولعل الله يريك منا ما تقرُّ به عينك. فزاد فرح النبي ( واستبشاره، فانطلق بأصحابه ليقاتل أعداء الإسلام في غزوة بدر الكبرى.
الشورى في الإسلام:
والشورى في الإسلام حق للأمة وواجب على الحاكم، وهي نظام سياسي واجتماعي، وحلقة وصل بين الحاكم ورجاله.
والشورى مبدأ أساسي من مبادئ الإسلام، وليس هذا فحسب، بل إن الإسلام جعلها من صفات المؤمنين الصالحين، حتى إنها وردت في السياق القرآني الكريم بين ركنين عظيمين من أركان الدين هي الصلاة والزكاة، قال تعالى: {والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون} [الشورى: 38].
وكانت الشورى من أهم صفات الرسول (، فعن أبي هريرة
-رضي الله عنه- قال: (ما رأيت أحدًا أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله () [الترمذي].
واستشار رسول الله ( الناس في الأسرى يوم بدر، فقال: (إن الله أمكنكم منهم). فقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: يا رسول الله اضرب أعناقهم. فأعرض عنه رسول الله (، فقال أبوبكر -رضي الله
عنه-: يا رسول الله نرى أن تعفو عنهم وأن تقبل منهم الفداء. [أحمد].
مما راق لي

الاثنين، 17 سبتمبر 2012

البداية

البداية
بدأ تاريخ الإسلام يوم خلق الله -عز وجل- الكون بسماواته وأراضيه، وجباله وسهوله، ونجومه وكواكبه، وليله ونهاره. وسَخَّرَ كل هذا للإنسان.
وبدأت حياة هذا الإنسان فى الكون عندما خلق الله -عز وجل- آدم من تراب، ونفخ فيه من روحه.
ثم خلق الله حواء؛ لتكون زوجة لآدم، ولتكون منهما البشرية.
وسمح الله -سبحانه- لآدم وحواء أن يعيشا فى الجنة، ويستمتعا بكل شىء فيها بشرط أن لا يأكلا من شجرة واحدة منها، ونبَّه سبحانه آدم إلى عداوة الشيطان له، وحذره منه.
وعاش آدم وحواء فى الجنة، سالمين عابدين يستمتعان بخيراتها، تحيط بهما الأشجار المثمرة، والأنهار العذبة، فكانت حياة جميلة هادئة، حتى جاءهم الشيطان، وأغواهما أن يأكلا من الشجرة التى نهاهما الله عنها، وأكل هو وزوجه من الشجرة المحرمة، فأخرجهما الله-عز وجل- من الجنة حيث كانت السعادة والراحة، وأنزلهما إلى الأرض حيث التعب والشقاء.
وعلم آدم أنه عصى ربه، فأسرع وتاب إليه؛ ودعا ربه، فعفا عنه، وتاب عليه، وأمر آدم أن يهبط إلى الأرض هو وزوجته، وأُنزل معه الشيطان، قال تعالى: (قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)[البقرة: 38].
وبدأت حياة البشرية على الأرض بآدم -عليه السلام- وزوجه وجاءت منهما ذرية مسلمة مؤمنة بالله، وعلمهم الله الزراعة، وكيفية الاستفادة من مياه المطر، ومن الأنعام، بلحومها وألبانها وأصوافها، وعلمهم صناعة السفن وركوب البحر، وكيف يهتدون بالنجوم فى سيرهم فى ظلمات الطرق، وغير ذلك مما ييسر لهم العيش على الأرض.
وعلَّم الله -سبحانه- آدم -عليه السلام- كيف يباشر المهمة التى خلقه لها، ووضَّح آدم لذريته طريق الخير، وحذرهم من طريق الشر، وأخبرهم أنهم سيموتون ويبعثون ويحاسبون، وأن الفائز من يدخل الجنة، والخاسر من انتهت حياته وأعماله إلى النار.
ونبه آدم ذريته إلى أن الشيطان عدوهم الأول، وإلى خطورة دوره فى حياتهم، وأخبرهم أنهم فى مأمن من الشيطان ماداموا عبادًا مخلصين لله -عز وجل-، قال الله تعالى للشيطان: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ) [الحجر: 42].
وفهمت الأجيال المسلمة التى تربت على عهد آدم الدرس كاملا، فعاشت فى طاعة الله مئات السنين، حتى بدأ العصيان يظهر بينها، وبدأ الانحراف يزداد يومًا بعد يوم، وينتهى إلى عبادة غير الله والكفر باليوم الآخر، وكان الله -عز وجل- يرسل إلى هذه الأجيال المنحرفة الأنبياء والرسل، ومنهم نوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وعيسى ومحمد -عليهم السلام-، وكانت دعوتهم جميعًا :( يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ) [الأعراف: 59].
وهذه هى دعوة الإسلام: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُون )[الأنبياء: 92].
إن مسيرة الأنبياء الكرام عبر السنين الطويلة وحتى مبعث أكرم الأنبياء محمد ( هى جزء أصيل من تاريخنا الإسلامى، لذا كانت دعوة محمد (: (قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُون )[البقرة: 136].
إنه لا دين غير الإسلام: ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ [آل عمران: 19]. (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين [آل عمران: 85].

التاريخ الإسـلامي النور الخاتم

التاريخ الإسـلامي

النور الخاتم
كان الأنبياء يبشرون بآخر الرسل ، ويخبرون أنه سيجىء فى آخر الزمان نبى لا نبى بعده، وتحققت البشرى الكريمة، وجاء محمد ليقول: " مثلى ومثل الأنبياء من قبلى كمثل رجل بنى بيتًا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة فى زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له، ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟ فأنا تلك اللبنة، وأنا خاتم النبيين" [متفق عليه].
فالإسلام صرح عظيم ساهم فى بنائه كل نبى من أنبياء الله.
وكان فضل الله على نبيه عظيمًا، فقد آتاه من أنعمه ما لا يحصى، ولأجل ذلك أسرعت إليه الأفئدة السوية من سادات الأقوام وضعفائهم، وجاء إليه الرجال الأطهار من الأنصار أهل المدينة يطلبونه؛ ليخرج إليهم، ويبايعونه على أن يخوضوا معه الصعاب لترتفع راية الإسلام.
ووقف رسول الله وهو يحمل أشرف رسالات السماء إلى الأرض، ويصعد بأصحابه إلى مراقى الكمال، حتى كان منهم علماء الدنيا وقادتها ورجالها، ولم يهدأ رسول الله لحظة منذ حمل الأمانة، وحتى اللحظات الأخيرة من عمره المبارك، لما ثقل به الوجع جعل يحاول الخروج للصلاة مع أصحابه، لكنه كان لايستطيع، فيطلب ممن حوله أن يصبوا عليه ماء فيفعلون، فيفيق، فيكون أول سؤاله: "أصلى الناس؟" فيقال له: لا، هـم ينتظرونك يا رسول الله. فيطلب أن يصبوا عليه الماء، ليفيق من مرضه، ويحاول مرة بعد مرة فلا يستطيع، كل ذلك والناس منتظرون فى المسجد لا يستطيعون مفارقته قبل أن يروا حبيبهم وزعيمهم وقائدهم، لكنه لا يخرج، فقد اشتد به الوجع، وأمر أبا بكر أن يصلى بالناس.
وفى الأيام التالية، وجد فى نفسه خفَّة، فخرج لأصحابه فى صلاة الظهر متوكئًا على ابنىْ عمه الفضل بن العباس وعلى بن أبى طالب، وجلس على أول درجة من درجات المنبر، وقال: "إن الله خير عبدًا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ذلك العبد ما عند الله" [أحمد]. فبكى أبو بكر الصديق ووقف الصحابة يتعجبون لبكائه.
لكن أبا بكر كان قد فهم ما لم يفهمه الصحابة؛ لقد فهم أن العبد المخير هو رسول الله وأن اختيار رسول الله لما عند الله يعنى قرب الفراق. وصعدت روح رسول الله إلى الرفيق الأعلى فى هذا اليوم، فتزلزلت نفوس الصحابة حتى وقف عمر بن الخطاب يهدد من يذيع الخبر قائلا: زعموا أن محمدًا مات، وإنه والله ما مات، لكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى، والله ليرجعن رسول الله حقّا.
وجاء أبو بكر الصديق فدخل على رسول الله، وتحقق من الخبر، فقَبَّل جبين رسول الله قائلا: بأبى أنت وأمى يا رسول الله، طبت حيًا وميتًا وانقطع لموتك ما لم ينقطع لموت أحد من العالمين.
ثم خرج إلى أصحابه يعيد صوابهم قائلا: أيها الناس من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حى لا يموت. ثم تلا عليهم قول الله: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِين )[آل عمران: 144] [والحديث رواه أحمد].
وهنا رجع الصحابة إلى رشدهم، فقد فهموا أن الله قد اختار حبيبه إلى جواره، وأن الأمانة لا زالت فى أعناقهم، وأنهم كى يلتقوا به ثانية لابد أن يكونوا على طريقه حتى يكون الملتقى فى الجنة إن شاء الله.
تُرى كيف سيكون تاريخهم وتاريخ من بعدهم؟ هذا هو حديث الكتاب.
الحقوق محفوظة لكل مسلم
عيون العرب

السبت، 15 سبتمبر 2012

الإنسان في الإسلام

الإنسان في الإسلام
نظرة الإسلام إلي الإنسان :
الإنسان أولا : موجود عيني يختلف عن الموجودات الاخري بحرية الاختيار ، يعني إن أفعاله تصدر عن تأمل وإرادة ولو بصورة نسبية لقوله تعالي ( إنا هديناه السبيل إما شاكرا أو كفورا ) الإنسان 29. وقوله تعالي ( اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير ) فصلت 40. وهو متأثر إلي حد كبير بالطبيعة وبالموجودات المحيطة به ، ثم انه موجود اجتماعي يتفاعل تلقائيا مع بني نوعه إلي أقصي الحدود لقوله تعالي ( ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون ) الأعراف 10 ، ولقوله تعالي ( يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم ) الحجرات 13 ،وقوله تعالي ( وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا ) الفرقان 40.
ثالثا : وفي الأساس انه مخلوق لله خالق الكون والحياة وبما لهذه العلاقة من أبعاد وتأثيرات عليه - أي الإنسان – وعلي علاقاته كلها ، يقول تعالي قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لاشريك له وبذلك أمرت وانا أول المسلمين ) الأنعام 161 ، 162.. وقوله تعالي ( وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون ). وقوله تعالي ( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا) الإنسان 2.
هذه الجوانب الثلاثة هي فصول كتاب الإنسان ، وهي الركائز الأصيلة التي خلقت في طينته لكي تنمو بسعي وجهد فيه للتنمية المتكاملة بحيث لا ينمو جانب من وجود الإنسان علي حساب جانب آخر ، وكل ركيزة من الركائز في حركة الإنسان مستمرة نحو الأفضل .
وهي أيضا الخطوط المرتسمة لتكامل الإنسان الشامل والتي تنطلق من ذاته ووجوده.
كما أنها صبغة الله التي فطر الإنسان عليها كبذور واستعدادات كانت في بدء خلقه لتحول عندما يسلك الطريق المستقيم إلي قيم ومعان فعلية .
فالإنسان في نظر الإسلام حقيقة مركبة من روح ومادة وليس مجرد مخلوق مادي أو مخلوق روحي فحسب ، وإذا كانت حقيقته هي الجسم المادي فلابد لكل واحد من هذين العنصرين من حاجات ومتطلبات ، ولا تكتمل شخصية الإنسان ولا تتحقق إنسانيته إلا بالاعتناء بهاتين الناحيتين المادية والروحية ، والإسلام ينظر إلي وحدة الجسد والروح في الفرد ،كما يجعل المعنويات والماديات في الحياة متماسكة تقوم علي وحدة الهدف بين الإفراد ، ووحدة المصلحة بين مختلف الجماعات البشرية.
والإسلام له صورة كلية ثبت عن الإنسان فهو حينما ينظر إليه يربطه حياته بما يحيط بها من الكون فيعالج جميع نواحي حياته المادية والروحية ولا يكتفي بإعطاء الأهمية لأحد الجانبين ويقطع النظر عن الآخر ، بل انه حريص علي تكميل الإنسانية والنهوض بها ولذا اعتني في جميع تعاليمه بكلا العنصرين الهامين .
الإنسان أفضل ما في هذا الكون من موجودات ومخلوقات :
والانسان في الاسلام مكرم مفضل علي كثير من الخلق فهو يعد في قمة المخلوقات الحية التي تعيش علي وجه الارض وأفضلها وأكرمها لما اودعه الله فيه من مزايا وميزّه من صفات لقوله تغالي ( ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلا ) الاسراء 70، وقوله تعالي ( هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ) الاسراء 29.
وليس اكثر تكريما للانسان ان يخلقه لله بيده وينفخ فيه من روحه ويسجد له الملائكة سجود تكريم لقوله تعالي ( واذ قال ربك للملائكة اني خالق بشرا من طين * فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ) ص 71 -72 .
وكان خلق الانسان في احسن تقويم واحسن صورة وأجمل هيأة لقوله تعالي ( لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم ) التين 4، وقوله تعالي ( وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ) غافر 64.
اذن فالانسان مخلوق بيد الله تعلي وهذا قمة التفضيل والتكريم واحسن الله تعالي صورته وجعله في احسن تقويم ، ومن احسن من الله صنعه ، كما جعل ما في الارض من موجودات اخري لسعادة وخدمة الانسان ، كما اختص الخالق الكريم الانسان بخواص جعلته مستحقا لان يكون خليفة الله علي الارض هذه الخواص من مقومات انسانيته التي جعلت استعماره للارض امرا ممكنا
عيون العرب
مما راق لي

الجمعة، 14 سبتمبر 2012

زيد بن الخطاب - صقر اليمامة

>>>>>>> زيد بن الخطاب - صقر اليمامة - <<<<<<<

إنه زيد بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح-رضى الله عنه- أخو عمر بن الخطاب لأبيه، وكان أكبر منه سنًا، وأسلم قبله،وكان أسمر طويلآ جدآ ...هاجر إلى المدينة مع أخيه عمر وعياش بن أبى ربيعة وخنيس بن حذافة السهمى (زوج حفصة بنت عمر) وسعيد بن زيد، وبنو البكير الأربعة: إياس وعاقل وعامر وخالد فلما وصلوا المدينة نزلوا على رفاعة بن عبد المنذر فى قباء، وقد آخى الرسول بين زيد ومعن بن عدى الأنصارى العجلانى، وكان إيمانه بالله ورسوله إيمانًا قويًّا، فلم يتخلف عن رسول الله فى غزوة أو مشهد، شهد بدرًا وأحدًا والخندق وشهد بيعة الرضوان بالحديبية، وفى كل مرة يقابل فيها أعداء الإسلام كان يبحث عن الشهادة...رآه أخوه عمر يوم أحد، وقد سقط الدِّرع عنه، وأصبح قريبًا من الأعداء، فصاح قائلا: خذ درعى يا زيد فقاتل به، فردَّ عليه زيد: إنى أريد من الشهادة ما تريده يا عمر، فتركاها جميعآ.. وظل يقاتل بغير درع فى فدائية، ولكن الله لم يكتب له الشهادة فى تلك الغزوة...فقد كان يمهله لما هو أكبر من ذلك فقد جلس النبي صلى الله عليه وسلم يومآ، وحوله جماعة من المسلمين منهم الرجَّال بن عنفوة
فتوجّه لمن حوله قائلا:" إن فيكم لرجلآ ضرسه فى النار أعظم من جبل أحد"..وظل الرعب من الفتنة فى الدين، يراود ويلحّ على جميع الذين شهدوا هذا المجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وإرتدت كثير من قبائل العرب، فرفع الصديق لواء الجهاد فى وجوه المرتدين حتى يعودوا إلى الإسلام، فإقترح الرجَّال بن عنفوة على أبو بكر أن يكون مبعوثه إليهم يثبّتهم على الإسلام، فأذن له الخليفة..وتوجّه الرّجّال إلى أهل اليمامة.. ولما رأى كثرتهم الهائلة ظنّ أنهم الغالبون، فحدّثته نفسه الغادرة أن يحتجز له من اليوم مكانآ فى دولة الكذّاب التى ظنّها مقبلة، فترك الإسلام، وإنضمّ لصفوف مسيلمة الذى سخا عليه بالوعود...وكان خطر الرّجّال على الإسلام أشدّ من خطر مسيلمة ذاته ذلك لأنه إستغلّ إسلامه السابق،وحفظه لآيات كثيرة من القرآن، فسار بين الناس يقول لهم: إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" إنه أشرك مسيلمة بن حبيب فى الأمر".. وما دام الرسول صلى الله عليه وسلم قد مات، فأحق الناس بحمل راية النبوّة والوحى بعده، هو مسيلمة..!! مم زاد من أعداد الملتفين حول مسيلمة زيادة طافحة بسبب أكاذيب الرّجّال هذا... وبسبب إستغلاله الماكر لعلاقاته السابقة بالاسلام وبالرسول...وقد كانت أنباء الرّجّال تبلغ المدينة، فيتحرّق المسلمون غيظآ من هذا المرتدّ الخطر الذى يضلّ الناس ضلالآ بعيدآ، وكان زيد بن الخطاب من أكثر المسلمين تغيّظآ، فأعدّ نفسه ليختم حياته المؤمنة بمحق هذه الفتنة، لا فى شخص مسيلمة بل فى شخص من هو أكبر منه خطرآ، وأشدّ جرما وهو الرّجّال بن عنفوة...وجاءت حرب اليمامةوكانت من أشد الحروب التى دارت بين المسلمين وجيوش مسيلمة الكذاب، ودفع خالد بن الوليد بلواء الجيش لزيد بن الخطاب وقاتل بنو حنيفة أتباع مسيلمة قتالآ مستميتآ ضاريآ..وكاد المسلمون أن ينهزموا بعد أن سقط منهم شهداء كثيرون، فلما رأى زيد ذلك، صعد على ربوة وصاح فى إخوانه: يا أيها الناس، عضوا على أضراسكم، وإضربوا عدوكم، وامضوا قدمًا والله لا أتكلم حتى يهزمهم الله، أو ألقاه سبحانه فأكلمه بحجتي"..!!ونزل من فوق الربوة، عاضّا على أضراسه، زامّآ شفتيه لا يحرّك لسانه بهمس...وتركّز مصير المعركة لديه فى مصير الرّجّال، فراح يخترق الخضمّ المقتتل كالسهم، باحثآ عن الرّجّال حتى أبصره.. وراح يأتيه من يمين ومن شمال حتى أمسك بخناقه وأطاح بسيفه رأسه المغرور فقتله، وبسقوط الأكذوبة أخذ عالمها كله يتساقط، فدبّ الرعب فى نفس مسيلمة وجيشه وأما المسلمون، فما كاد الخبر ينتشر بينهم حتى تشامخت عزماتهم كالجبال وأخذت المعركة تمضى لصالح المسلمين ورأى زيد رياح النصر مقبلة، فراح يضرب ضرب الباحث عن مصيره العظيم..حتى سقط البطل شهيدآ...وقدحزن عمر بن الخطاب حزنآ شديدآ وقال حينما علم بموته: رحم الله زيدًا سبقنى إلى الحسنيين، أسلم قبلى، وإستشهد قبلى

كيفية مواجة الإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ( الحلقة الثانية )

كيفية مواجة الإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ( الحلقة الثانية ) :
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا وقرة أعيننا وحبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبعد :
أحبتى فى الله : بالأمس تكلمنا فى نقاط موجزة عن أسباب الإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومزاياها ، واليوم بمشيئة الله فى إيجاز أيضاً نتكلم عن واجب المسلمين تجاه الاعتداءات المتكررة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأقول وبالله التوفيق :
لا بد من تحديد الجهات المسئولة عن الدفاع عن رسول الله ، والجهات التى أرى أنها المسئولة هى جهات ثلاث : الجهة الأولى هى الدول والحكومات الإسلامية ، الجهة الثانية : هم المسلمون فى شتى بقاع الأرض ، الجهة الثالثة : هم الفنانون والإعلاميون .
أولا : دور الدول والحكومات الإسلامية :
يجب على الدول الإسلامية أن تتخذ موقفاً واضحاً وجريئاً تجاه الدولة التى تمت الإساءة على أرضها ، وعليها أن تبتعد عن العبارات المطاطة التى تقتضيها ألاعيب السياسسة ، عليها أن تخاطب أمريكا بلهجة قوية ، بحيث تشعر معها أمريكا أن الأمر يثير غضب الحكومات الإسلامية ، وعلى الحكومات ألا تخشى مخاطبة أمريكا بقوة ، لأنهم يدافعون عن رسول الله ، ولن يحدث لهم مكروه ، فالعصمة لمن يدافع عن رسول الله إنما هى من الله عز وجل ، على الدول الإسلامية أن تطلب اعتذارات من الحكومة الأمريكية تبث عبر وسائل الإعلام ، وأن يوقف فوراً بث هذا الفيلم ، ويحاسب المشتركون فيه ، بحيث يعلم العالم كله أن الدول الإسلامية لا تقبل أبدا إهانة نبيها .
على الدول الإسلامية أن تتعامل فى تلك الظروف بمنطق المادة ، فلنقاطع بضائعهم ومنتجاتهم ونعتمد على أنفسنا حتى يعودوا إلى صوابهم ، بذلك تعود الهيبة للمسلمين ودولهم .
ثانياً : على المسلمين فى شتى بقاع الأرض أن يتخذوا مواقف إيجابية لدفع هذا الاعتداء ، وهذه المواقف الإيجابية نستمدها من روح الإسلام الحنيف وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعلينا أن نتمسك بسنة النبى ، لنقول للعالم كله هو نبينا وحبيبنا ، وأن إساءتكم كانت سببا فى عودتنا لسنته ، هنا ينطبق على الكفرة قول الله تعالى : " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " بذلك يعلموا أن الإساءة للنبى زادت المسلمين تمسكا بدينهم وبسنة نبيهم ، وبالتالى فلن يعودوا لتوجيه الإساءات مرة أخرى .
ثالثاً : لا يجوز للمسلمين الذين يغضبون من تلك الإساءات أن يقوموا بأفعال تتعارض مع شريعتنا ، فالخروج والتظاهر حق مكفول للجميع ومن حق المسلمين أن يدافعوا عن نبيهم ، فليخرجوا وليهتفوا حبا فى رسول الله ، ولكن لا يجوز الاعتداء على الممتلكات سواء العامة منها والخاصة ، ولا يجوز قتل اليهود أو النصارى الدبلوماسيين وغيرهم ، لأنهم عندنا بأمان ، بهذه التصرفات والأفعال نظهر للعالم بأسره أننا أتباع محمد ، وأن محمدا الذى يساء إليه فى كل يوم هو الذى علمنا التسامح ، هو الذى علمنا الرفق ، هو الذى علمنا احترام أهل الديانات الأخرى .
رابعاً : فى تلك اللحظات أقولها بكل صدق نحن بحاجة إلى الإعلاميين والفنانين ، واجب الإعلاميين فى هذه المرحلة الحرجة أن يقوموا بأعمال تظهر الوجه الحقيقى للإسلام ، تظهر قيمه ومبادئه وأخلاقه ، أعمال فنية تظهر أن محمدا صلى الله عليه وسلم ما هو إلا نبى أرسل ليخرج الناس من ظلمات الكفر والجهل إلى نور الإيمان والعلم ، وعلى الإعلاميين فى أعمالهم الفنية أن يظهروا مدى حب المسلمين وتقديرهم لنبى الله عيسى وغيره من الأنبياء ، فنحن جميعا نؤمن بمحمد وبكل الأنبياء قبله ، فهو شرط من شروط الإيمان .
وفى النهاية أقول : لنأخذ درسا وفائدة من هذه الأزمة ، وهذا الدرس يتلخص فى أن كل واحد منا يتمسك بسنة لم يكن يفعلها حبا فى رسول الله ، بهذا نكون حقيقة محبين لرسولنا ونبينا .
وفقما الله جميعا لنصرة دينه والدفاع عنه ، والتمسك بهدى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،،، ومعذرة كل المعذرة للإطالة فما فى قلبى يملأ صفحات وصفحات .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
دكتور
أحمد محمد لطفى
إلغاء إعجابي · · · منذ 5‏ ساعات