الأحد، 26 أغسطس 2012

سعــد بــن عبــــادة - الكريم

>>>>>>> سعــد بــن عبــــادة - الكريم - <<<<<<<

إنه سعد بن عبادة -رضى الله عنه- زعيم الخزرج، وحامل راية الأنصار، أمه عمرة بنت مسعود من المبايعات وقد توفيت بالمدينة فى زمن الرسول سنة خمس هجرية، وكان يكنى أبا ثابت، وأبا قيس،كان يكتب بالعربية فى الجاهلية، وكان يحسن العوم والرمى؛ ولذلك سُميَ الكامل... وقد أسلم مبكرًا، وحضر بيعة العقبة الثانية مع سبعين رجلاً وإمرأتين من الأنصار، وكان أحد النقباء الإثنى عشر.ورغم أن سعدًا كان سيد قومه، لم تمنعه تلك السيادة من أن ينال قسطًا من تعذيب قريش، وذلك أنه بعد أن تمت بيعة العقبة الثانية، وأخذ الأنصار يستعدون للسفر والرجوع إلى المدينة، علمت قريش بمبايعتهم للنبى، وإتفاقهم معه على الهجرة إلى المدينة ليناصروه ضد قوى قريش، فجن جنونهم، وطاردوا المسلمين، حتى أدركوا منهم سعد بن عبادة، فأخذه المشركون، وربطوا يديه إلى عنقه، وعادوا به إلى مكة حيث إلتفوا حوله يضربونه، وينزلون به أشد العذاب... يقول سعد: فوالله إنى لفى أيديهم إذ طلع عليَّ نفر من قريش فيهم رجل وضئ، أبيض، شعشاع من الرجال(يقصد سهيل بن عمرو)، فقلت فى نفسى: إن يك عند أحد من القوم خير، فعند هذا، فلما إقترب منى رفع يده فلكمنى لكمة شديدة، فقلت فى نفسى لا والله، ما عندهم بعد هذا من خير، فو الله إنى لفى أيديهم يسحبوننى إذ جاء إلى رجل ممن كان معهم فقال: ويحك، أما بينك وبين أحد من قريش جوار؟ قلت: بلى، كنت أُجير لجبير بن مطعم تجارة، وأمنعهم ممن يريد ظلمهم ببلادى، وكنت أجير للحارث بن حرب بن أمية، فقال الرجل: فاهتف باسم الرجلين، وأذكر ما بينك وبينهما من جوار، ففعلت،وخرج الرجل إليهما، فوجدهما فى الكعبة، فأخبرهما أن رجلا من الخزرج
يضرب بالأبطح، وهو يهتف بإسميهما أن بينه وبينهما جوارًا، فسألاه عن إسمى، فقال: سعد بن عبادة، فقالا: صدق والله، وجاءا فخلصانى من أيديهم...وعندما هاجر الرسول وأصحابه إلى المدينة إستقبلهم سعد خير إستقبال، وسخر ماله لخدمتهم، وعرف سعد بالجود والكرم، فكان يبعث كل يوم جفنة من ثريد اللحم أو ثريد اللبن أو غيره فكانت تدور مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بيوت أزواجه...وبلغت شهرته في ذلك الآفاق، وكان دائمًا يسأل الله المزيد من رزقه وخيره، فيقول: اللهم هب لى مجدآ، لا مجد إلا بفعال، ولا فعال إلا بمال، اللهم إنه لا يصلحنى القليل، ولا أصلُح عليه...وكان الرجل من الأنصار يستضيف واحدًا أو إثنين أو ثلاثة بينما هو يستضيف ثمانين، وكان مناديه يصعد أعلى داره وينادي: من كان يريد شحمًا ولحمًا فليأت. وقد دعا له النبى فقال:اللهم إجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة...وكان سعد يجيد الرمى، وكانت له فدائية وشجاعة فائقة، قال عنها بن عباس -رضى الله عنهما-: كان لرسول الله فى المواطن كلها رايتان؛ مع على راية المهاجرين، ومع سعد بن عبادة راية الأنصار...وقد وقف سعد بن عبادة موقفًا شجاعًا فى بدر، حينما طلب النبى مشورة الأنصار، فقام سعد مشجعًا على القتال، فقال: يا رسول الله، والذى نفسى بيده لو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا...وفى غزوة الخندق تجمعت القبائل الكافرة ضد الإسلام، وحاصرت المدينة، وعرضت قبيلة غطفان على النبى أن ينسحبوا من جيش الأحزاب، ولا يقفوا مع الكفار، فى مقابل أن يأخذوا ثلث ثمار المدينة، فشاور الرسول كلا من سعد بن عبادة وسعد بن معاذ فى هذا الأمر، فقال سعد بن عبادة: يا رسول الله، أمرًا تحبه فنصنعه، أم شيئًا أمرك الله
به، ولابد لنا من العمل به، أم شيئًا تصنعه لنا؟ فقال رسول الله:إنما هو شيء أصنعه لكم، لما رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة فقال سعد بن معاذ: والله يا رسول الله، ما طمعوا بذلك منا قط فى الجاهلية، فكيف اليوم؟ وقد هدانا الله بك وأكرمنا وأعزنا، والله لا نعطيهم إلا السيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم. فقال رسول الله:فأنت وذاك...وبعد وفاة النبى إجتمع الأنصار فى سقيفة بنى ساعدة، وإلتفوا حول سعد بن عبادة منادين بأن يكون خليفة رسول الله من الأنصار، ولكن عمر بن الخطاب وأبا عبيدة بن الجراح رأيا أن أبا بكر أحق بالخلافة بعد رسول الله، فتكلم أبو بكروقال: لقد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو سلك الناس وادياً، وسلكت الأنصار وادياً سلكت وادى الأنصار ولقد علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال – وأنت قاعد-: قريش ولاة هذا الأمر فبر الناس تبع لبرهم وفاجرهم تبع لفاجرهم، فقال له سعد: صدقت نحن الوزراء وأنتم الأمراء، وبايع سعد أبا بكر -رضى الله عنه- بالخلافة، وتوفى سعد فى الشام بقرية حوران سنة ((13)) هجرية فى خلافة عمر بن الخطاب -رضى الله عنه
· · · أمس في الساعة 08:32 مساءً‏ بالقرب من Cairo, Al Qahirah

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق