الأحد، 6 مايو 2012

ضلال وغفلة كل كافر بما فاق الشياطين والبهائم

ضلال وغفلة كل كافر بما فاق الشياطين والبهائم

يقول الله نعالى بالآية 179من سورة آل عمران: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ )
ومن علوم القرآن يتبين أن القلوب البشرية، وقلوب الجان يمكنها أن تتدبر وتتفقه، فالتدبر القلبى هو أطمئنان القلب لما قد أدرك حقيقته الجوارح رغم عدم أستيعابه الذهنى، فمعنى التدبر بما بينه العلماء، إنه أستخدام الجوارح لأدراك نتائج الأمور وعواقبها لما يطمئن لها القلب، أو لا يحدث بعدها ندم للقلب، أما التفقه فهو يحدث بالقلوب عند أطمئنانها لما علم به المخ وفهمه، وقد جاء قول الله تعالى بأننا لانفقه تسبيح كل مخلوق، بإعجاز متناهى النظير، وبالتدبر والتفقه لتلك الآية الكريمة يبين الله تعالى أنه سبحانه خلق لجهنم كثير من الجن والإنس، وجمع الله تعالى بينهم فيها، فلهم قلوب لا يفقهون بها وأعين لا يبصرون بها، وأذان لا يسمعون بها، وبتلك الآية الجليلة كثير من الدلالات لغفلة الكفرة وعدم تعقلهم ولخلو الجان من العقل، حيث أن القلب فى الإنسان هو الذى يعقل ويتفقه والتعقل أفضل وأكرم من التفقه، وبذكر الله تعالى لعدم وجود الإدنى الذى يشترك بقلوب من يدخلون جهنم من الجن والإنس، فبيقين الحسم لا يجمعهما عدم وجود ما هو أعلى وهو العقل، وأيضاً فعمى العين ليس كعمى القلب، حيث عمى القلب هو العمى الحقيقى بالإنسان، وذلك حينما يعمى عقل قلبه عن تميز كل حق، فيران ذلك القلب بالمعاصى ويخبو به نور العقل كما بالكافرين، فإذا كانت قلوب الجان تعقل لذكر الله تعالى عماها حيث هو العمى الحقيقى بالإنسان، وكذلك فالسمع عند الإنسان يقترن بالتعقل لما إستمع له، ولذلك فلا يمكن أن نطلق على الطفل الرضيع أنه يسمع، وكذلك لا يسمع الإنسان المجنون، كما لا تسمع مختلف وسائر بهيمة الأنعام، لأقتران العقل بهم جميعاً، ومما يثبت بالدليل القاطع لكل شك أن سمع الجان يكون بإذنه فقط بلا عقل، مثل الكافرين من عالم البشر حينما يصل لأذانهم أصوات الهدى بلا تعقل فلا يسمعوها، ويكونوا صم، أى لايسمعون بأذانهم، فالصمم بالإنسان علمياً بجميع درجاته يقترن بالتعقل، والكفرة لايعقلون، ليختتم الله تعالى الآية الكريمه، ببرهان ساطع وإعجاز قرآنى جليل، فقد ذكر الله تعالى أن هؤلاء الكثير من الإنس الذين لا يفقهون بقلوبهم ولا يبصرون بأعينهم ولا يسمعون بأذانهم، هم الكفرة، وهم لا يعقلون بقلوبهم، بينما جميع الجان فهم كفرة، فبمعصية التكبر والغرور أصبح أبليس كافر، وكل سلالاته من جان ومردة وعفاريت وشاطين، غير معصومين من الخطأ، فكلهم كافرين سواء كانوا مسلمون أو كانوا قاسطون، حيث هم بلا عقول كالأنعام بل هم أضل، أولئك هم من بفغلة ذهنية، وهم الغافلون ذهنياً تماما من الإنس والجن، وكلاهما لادخل بالعقل بجرمهم، فالكفرة من الإنس لا يعقلون وكل الجان كفرة لأنهم بلا عقول. وكلاهما كالأنعام بل أضل، أولئك قد نسوا فكرهم الذهنى تماما أوأن لهم أمخاخ، أولئك هم الغافلون، صدق الله العظيم وبعظيم نوره بكل وقت وحين
فبتلك الآية الجليلة تقنين علمى مذهل لعملية التفكير والتعقل والتفقه والتدبر، حيث الفكر غريزة موجودة بكل موجود يعرف بها الواجد له سبحانه وتعالى، فما من شيئ إلا ويسبح الله حيث كل موجود يعرف الله تعالى ويسبحه ولكن تلك المعرفة والتى هى أطروحة فكر، وذلك التسبيح الناجم عن معرفة كل موجود بالواجد سبحانه وتعالى وبما لا يفقهه الإنسان، موجود بكل المخلوقات، بينما التميز العقلى فخاصية أكرم بها الله تعالى الإنسان عن جميع المخلوقات بما بها ملائكة السماء، حيث الملائكة خلقها الله من النور، والعقل نطفة من النور بصفات نورانية بقلب الإنسان، ومطلق النور لا يداخله نور كما مطلق الظلمة لا يدخلها ظلمة، فالملائكة تتبع كل حق بمطلق الحق لوجه الله الواحد الحق دون تميز أى باطل وحقه، بينما تميز الجان والحيوان كأقرب رتبة تدنو عن الإنسان، فيشوبها الباطل والضلالة لعدم وجدود عقل بهما ولا تميز عقلى رغم فكر الجان المتقد الفذ كالنار المخلوق منها، وأيضا رغم جوارح الحيوان ذات القدرات الفائقة
ويكون كل الكافرين على درجة أشد من الضلال نتيجة عدم أستخدام عقولهم أو أستخدام بعض صفات القلب العقلانية النورانية بوجه الباطل، كصفة الحب مثلاً والتى هى تاج صفات العقل لدى المؤمنين، والتى لا يرتقى مسلم لدرجة الإيمان إلا بحب الله ورسوله عن من سواهما، يتفاوت مفهومها بمختلف الضلالات بجميع الكفرة، أقلها ضلال أعتباره أصابة قلبية كالوهم بتنافر مع العقل، وأقحلها أعتباره شهوة بهيمية، أما أعبطها وتخلفها وأضلها فهو أن الحب نتيجة توجيه آله الحب وهو طفل عارى سهام الحب لذكريين فيتلاوطا، أو انثيين فيتساحقا، أو ذكر وأنثى فيزنوا
أما كتاب الكفرة المفضوح بعدم تعقلهم فهو أعتبار أن التميز الفكرى وتميز الجوارح يكون هو تميز عقلى، فكل ما لايخضع لفكرهم وجوارحهم وتجارب ملموسة أو يكون من الغيبيات فهو لا يخضع للعقل، وحينما يواجهوا بالإعجاز العلمى لآيات الله بالقرآن يدعون أنها الصدفة،لأذكر قصة واقعية تبين بالدليل القاطع باطل وضلال الكفرة وعدم تعقلهم، حيث حدث أن إحدى الملحدين تحدى بمناظرة شيخ فقيه بإحدى القرى، فوعده الشيخ بتحديد مكان وميعاد بالقرية على ضفة النهر حيث يعيش بالقرية المجاورة من النهر، وحينما حل الوقت لم يحضر الشيخ الفقيه، وتأخر بما يزيد عن الساعة من الوقت، ثم لاح لهم بمرأى النهر الشيخ بجوف شجرة تم أعدادها كقارب، ليلقى عليهم تحية الإسلام، ويذكرهم إنه وقبل كل شيء مر بحادث غريب وعجيب حدث له بالبر الأخر، فأثناء انتظاره للقارب بعد تأخره كثيراً، وجد بمحض الصدفة شجرة ورائه تطقطق ثم تسقط أفرعها ثم تطفو بالنهر بذلك الشكل الذى يرونه، فأخذت الملحد نوبة قهقهة وهو يصيح هو ده الفقيه بتاعكم، إزاى بتعقلوا كلامه، فقال له الشيخ: وما بقصتي لا يخضع للعقل؟ فقال له الملحد: كيف أصدق أن تلك الشجرة وحدها وبمحض الصدفة طبقاً لكلامك، نزعت أفرعها وتحولت لقارب بذلك الشكل، فقال له الشيخ وكيف أناظرك بأن كل ذلك الكون المهيب وجد بمحض صدفة ولا واجد له.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق