الاثنين، 27 أغسطس 2012

سراقة بن مالك -صاحب سوارى كسرى

>>>>>>>سراقة بن مالك -صاحب سوارى كسرى- <<<<<<<

هو أبو سفيان المدلجى الكنانى: سراقة بن مالك بن جُعشُم بن مالك بن عمرو بن تميم
من نسل نبى الله إسماعيل ابن خليل الله إبراهيم عليهما السلام....كان سيدًا من سادة العرب وسيد قبيلة مدلج الكنانية فى الجاهلية وشريف من أشراف العرب المرموقين وواحدًا من أصحاب المروءات المعدودين، يطعم الجائع ويؤمن الخائف ويجير المستجير وهو أيضا شاعر مخضرم، ولسيادته وشرفه كانت العرب تجله...وكانسراقة قائف يقتص الأثر فلحق بالرسول محمد وصاحبه أبى بكر الصديق فى الهجرة وهو يومئذ مشرك طمعآ فى جائزة قريش ، فلما وصل للرسول غاصت قدما فرسه إلى بطنها فى الوحل فطلب من رسول الله أن يدعوا الله لينجيه مما هو فيه على أن يرجع عنهم ويعمى عنهم الطلب فدعا له رسول الله فأَطلق...ووقع فى نفسه حين لقى ما لقى من الحبس عنهم، أن سيظهر أمر رسول الله فقال له: إن قومك قد جعلوا فيك الدية،وسأله أن يكتب له كتاب آمن، فأمر عامر بن فهيرة فكتب فى رقعة من أديم ودفعه إليه ، ولما هم بالإنصراف قال له النبى صلى الله عليه وسلم ،كيف بك يا سراقة إذا لبست سوارى كسرى ؟ فقال سراقة رضى الله عنه فى دهشة : كسرى بن هرمز ؟قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم كسرى بن هرمز ...ثم مضى رسول الله ورجع سراقة إِلى أصحابه... فوجد الناس قد أقبلوا ينشدون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لهم إرجعوا فقد نفضت الأرض نفضآ بحثآ عنهم ، فلا ترهقوا أنفسكم فيما لا طائل وراءه، لم أعثر على أحد ، وأنتم لا تجهلون مبلغ بصرى بالأثر ، فرجعوا ، ثم كتم خبره مع النبى صلى الله عليه وسلم وصاحبه حتى أيقن أنهما بلغا المدينة ، وأصبحا فى مأمن من عدوان قريش ، عند ذلك أذاع الخبر ، ودارت الأيام ، وبعد أن خرج النبى صلى الله عليه وسلم من مكة طريدآ ، شريدآ ، مستترآ بجنح الظلام ، عاد إليها سيدآ ، فاتحآ ، تحف به الألوف المؤلفة من بيض السيوف ، وإذا بزعماء قريش الذين ملئوا الأرض عنجهية ، وغطرسة، يقبلون على النبى صلى الله عليه وسلم خائفين واجفين، يسألونه الرأفة .. عند ذلك أعد سراقة بن مالك رضى الله عنه راحلته ، ومضى إلى النبى صلى الله عليه وسلم ليعلن إسلامه بين يديه ، ومعه العهد الذى كتبه له قبل عشر سنوات , حتى دَنَا من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهو على ناقته، فرفع يده بالكتاب،و قال: يا رسول الله، هذا كتابك لى، وأَنا سراقة بن مالك بن جُعْشم، فقال رسول الله: هَذَا يوم وفاء وبر، أدن ، ألا لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له فأقبل عليه،وأعلن إسلامه بين يديه ، ونال من خيره ، وبره...ولم يمضِ على لقاء سراقة بن مالك رضى الله عنه برسول الله صلى الله عليه وسلم غير زمن يسير حتى إختار الله نبيه صلى الله عليه وسلم إلى جواره ، فحزن سراقة أشد الحزن ،وظل سراقة يردد مقولة النبى صلى الله عليه وسلم له : كيف بك يا سراقة إذا لبست سوارى كسرى دون أن يخامره شك فى أنه سيلبسهما ، ثم دارت الأيام دورتها مرة أخرى ، وآل أمر المسلمين إلى الفاروق رضى الله عنه ، وهبت جيوش المسلمين فى عهده المبارك على مملكة فارس ، فطفقت تدك الحصون ، وتهزم الجيوش ، وتحرز الغنائم ، وفى ذات يوم من أواخر أيام خلافة عمر رضى الله عنه قدم على المدينة رسل سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه يبشرون خليفة المسلمين بالفتح ، ويحملون إلى بيت مال المسلمين خمس الفيء الذي غنمه الفاتحون ، فلما وضعت الغنائم بين يدى عمر رضى الله عنه نظر إليها فى دهشة ، فقد كان فيها تاج كسرى المرصع بالدر ، وثيابه المنسوجة بخيوط الذهب ، ووشاحه المنظوم بالجوهر ، وسواراه اللذان لم تر العين مثلهما قط ، ومالا حصر له من النفائس الأخرى،فقال رضى الله عنه إن قوما أدوا هذا لأمناء حقا , فأجابه على رضى الله عنه بكلمة لا تنسى مدى الحياة، قال له :يا أمير المؤمنين ، لقد عففت فعفوا ، ولو رتعت لرتعوا ... دعا الفاروق رضى الله عنه سراقة بن مالك رضى الله عنه فألبسه قميص كسرى ،وسراويله ، وقباءه ، وخفيه ، وقلده سيفه ، ومنطقته ، ووضع على رأسه تاجه ، وألبسه سواريه ، عند ذلك هتف المسلمون :الله أكبر الله أكبر ، لقد تحققت نبوءة النبى صلى الله عليه وسلم ثم إلتفت عمر إلى سراقة رضى الله عنهما وقال له بخ بخ يا سراقة أعرابى من مدلج على رأسه تاج كسرى ، وفى يديه سواراه ثم لم يقم من مجلسه حتى قسمه بين فقراء المسلمين...وقد روى سراقة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث ومات سنة أربع وعشرين للهجرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق