الاثنين، 27 أغسطس 2012

عــبادات ضــائعـــة:

عــبادات ضــائعـــة:

قال النبي عليه الصلاة والسلام: رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، و رب قائم ليس له من قيامه إلا السهر.
و تأمل حال هذا الصائم الذي ضاع صيامه بذنب أذنبه : كلمة غيبة أو افتراء كذب أو نظرة حرام أو رشوة، فخسر الآخرة و باع الدين ، واتعب جسده من غير طائل أو مصلحة.
قال يحي بن كثير:
* يصوم الرجل عن الحلال الطيب، و يفطر على الحرام الخبيث- لحم أخيه- يعني اغتيابه.
و تأمل حال هذا القائم الذي نوى بقيامه مراءاة الناس، فحبط عمله و ضاع ثوابه، بسبب هذه الخطيئة القلبية.

ادب الحــديـــث

ادب الحــديـــث....

{ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا}[النساء:43]
حين يقرأ العبد هذه الآية ومثيلاتها في القرآن يقف مشدوها أمام روعة القرآن في الحديث والتعبير عن أدق الأمور بأرق الألفاظ وأجمل التعبيرات ليعلم الناس كيف يكون الأدب في الحديث دون فحش وبذاءة حتى في الحديث عن أدق التفاصيل التي تقع من العبد.
فتعالى نقف أمام بعض التعبيرات الرائقة في هذا النص القصير:
“حين يعبر عن قضاء الحاجة في الغائط بقوله:{أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ} فلا يقول: إذا عملتم كذا وكذا, بل يكتفي بالعودة من هذا المكان، كناية عما تم فيه, ومع هذا لا يسند الفعل إلى المخاطبين, فلا يقول: أو جئتم من الغائط, بل يقول:{أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ} زيادة في أدب الخطاب، ولطف الكناية, ليكون هذا الأدب نموذجا للبشر حين يتخاطبون, وحين يعبر عما يكون بين الرجل والمرأة بقوله: {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ} والتعبير بالملامسة أرق وأحشم وأرقى-والملامسة قد تكون مقدمة للفعل أو تعبيرا عنه- وعلى أية حال فهو أدب يضربه اللّه للناس، في الحديث عن مثل هذه الشؤون, عند ما لا يكون هناك مقتض للتعبير المكشوف.
وحين يعبر عن الصعيد الطاهر، بأنه الصعيد الطيب, ليشير إلى أن الطاهر طيب, وأن النجس خبيث. وهو إيحاء لطيف المدخل إلى النفوس, وسبحان خالق النفوس. العليم بهذه النفوس!”[الظلال]
ومن هنا يتعلم العبد أدب الحديث مع العامة والخاصة, مع الأقارب والجيران, مع الناس أجمعين.
يتعلم من القرآن انتقاء الألفاظ التي يتحدث بها مع من حوله.
فإن من أسباب انتشار الفحش بين الناس في الحديث, إنما يرجع إلى بعد الناس عن تعلم آداب الكلام واستقائها من القرآن الكريم

سراقة بن مالك -صاحب سوارى كسرى

>>>>>>>سراقة بن مالك -صاحب سوارى كسرى- <<<<<<<

هو أبو سفيان المدلجى الكنانى: سراقة بن مالك بن جُعشُم بن مالك بن عمرو بن تميم
من نسل نبى الله إسماعيل ابن خليل الله إبراهيم عليهما السلام....كان سيدًا من سادة العرب وسيد قبيلة مدلج الكنانية فى الجاهلية وشريف من أشراف العرب المرموقين وواحدًا من أصحاب المروءات المعدودين، يطعم الجائع ويؤمن الخائف ويجير المستجير وهو أيضا شاعر مخضرم، ولسيادته وشرفه كانت العرب تجله...وكانسراقة قائف يقتص الأثر فلحق بالرسول محمد وصاحبه أبى بكر الصديق فى الهجرة وهو يومئذ مشرك طمعآ فى جائزة قريش ، فلما وصل للرسول غاصت قدما فرسه إلى بطنها فى الوحل فطلب من رسول الله أن يدعوا الله لينجيه مما هو فيه على أن يرجع عنهم ويعمى عنهم الطلب فدعا له رسول الله فأَطلق...ووقع فى نفسه حين لقى ما لقى من الحبس عنهم، أن سيظهر أمر رسول الله فقال له: إن قومك قد جعلوا فيك الدية،وسأله أن يكتب له كتاب آمن، فأمر عامر بن فهيرة فكتب فى رقعة من أديم ودفعه إليه ، ولما هم بالإنصراف قال له النبى صلى الله عليه وسلم ،كيف بك يا سراقة إذا لبست سوارى كسرى ؟ فقال سراقة رضى الله عنه فى دهشة : كسرى بن هرمز ؟قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم كسرى بن هرمز ...ثم مضى رسول الله ورجع سراقة إِلى أصحابه... فوجد الناس قد أقبلوا ينشدون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لهم إرجعوا فقد نفضت الأرض نفضآ بحثآ عنهم ، فلا ترهقوا أنفسكم فيما لا طائل وراءه، لم أعثر على أحد ، وأنتم لا تجهلون مبلغ بصرى بالأثر ، فرجعوا ، ثم كتم خبره مع النبى صلى الله عليه وسلم وصاحبه حتى أيقن أنهما بلغا المدينة ، وأصبحا فى مأمن من عدوان قريش ، عند ذلك أذاع الخبر ، ودارت الأيام ، وبعد أن خرج النبى صلى الله عليه وسلم من مكة طريدآ ، شريدآ ، مستترآ بجنح الظلام ، عاد إليها سيدآ ، فاتحآ ، تحف به الألوف المؤلفة من بيض السيوف ، وإذا بزعماء قريش الذين ملئوا الأرض عنجهية ، وغطرسة، يقبلون على النبى صلى الله عليه وسلم خائفين واجفين، يسألونه الرأفة .. عند ذلك أعد سراقة بن مالك رضى الله عنه راحلته ، ومضى إلى النبى صلى الله عليه وسلم ليعلن إسلامه بين يديه ، ومعه العهد الذى كتبه له قبل عشر سنوات , حتى دَنَا من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهو على ناقته، فرفع يده بالكتاب،و قال: يا رسول الله، هذا كتابك لى، وأَنا سراقة بن مالك بن جُعْشم، فقال رسول الله: هَذَا يوم وفاء وبر، أدن ، ألا لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له فأقبل عليه،وأعلن إسلامه بين يديه ، ونال من خيره ، وبره...ولم يمضِ على لقاء سراقة بن مالك رضى الله عنه برسول الله صلى الله عليه وسلم غير زمن يسير حتى إختار الله نبيه صلى الله عليه وسلم إلى جواره ، فحزن سراقة أشد الحزن ،وظل سراقة يردد مقولة النبى صلى الله عليه وسلم له : كيف بك يا سراقة إذا لبست سوارى كسرى دون أن يخامره شك فى أنه سيلبسهما ، ثم دارت الأيام دورتها مرة أخرى ، وآل أمر المسلمين إلى الفاروق رضى الله عنه ، وهبت جيوش المسلمين فى عهده المبارك على مملكة فارس ، فطفقت تدك الحصون ، وتهزم الجيوش ، وتحرز الغنائم ، وفى ذات يوم من أواخر أيام خلافة عمر رضى الله عنه قدم على المدينة رسل سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه يبشرون خليفة المسلمين بالفتح ، ويحملون إلى بيت مال المسلمين خمس الفيء الذي غنمه الفاتحون ، فلما وضعت الغنائم بين يدى عمر رضى الله عنه نظر إليها فى دهشة ، فقد كان فيها تاج كسرى المرصع بالدر ، وثيابه المنسوجة بخيوط الذهب ، ووشاحه المنظوم بالجوهر ، وسواراه اللذان لم تر العين مثلهما قط ، ومالا حصر له من النفائس الأخرى،فقال رضى الله عنه إن قوما أدوا هذا لأمناء حقا , فأجابه على رضى الله عنه بكلمة لا تنسى مدى الحياة، قال له :يا أمير المؤمنين ، لقد عففت فعفوا ، ولو رتعت لرتعوا ... دعا الفاروق رضى الله عنه سراقة بن مالك رضى الله عنه فألبسه قميص كسرى ،وسراويله ، وقباءه ، وخفيه ، وقلده سيفه ، ومنطقته ، ووضع على رأسه تاجه ، وألبسه سواريه ، عند ذلك هتف المسلمون :الله أكبر الله أكبر ، لقد تحققت نبوءة النبى صلى الله عليه وسلم ثم إلتفت عمر إلى سراقة رضى الله عنهما وقال له بخ بخ يا سراقة أعرابى من مدلج على رأسه تاج كسرى ، وفى يديه سواراه ثم لم يقم من مجلسه حتى قسمه بين فقراء المسلمين...وقد روى سراقة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث ومات سنة أربع وعشرين للهجرة

القــرآن يسبــق علماـء الفــلك!

القــرآن يسبــق علماـء الفــلك!

إن الذي يقرأ هذا الاكتشاف أي اكتشاف أن الكون يتوسع يشعر بأنها المرة الأولى التي يتوصل فيها الناس لمثل هذه المعلومة، ولكن القرآن قد سبق العلماء إلى طرح هذه الفكرة بل وربطها ببناء الكون الذي يشكل أيضاً أحد أهم الأسس في علوم الفضاء المعاصرة.

يقول تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) [الذاريات: 47]. فهذه الآية الكريمة تشير بوضوح كامل إلى حقيقتين علميتين وهما البناء الكوني والتوسع الكوني، فالعلماء لا يشكون أبداً في أن الكون عبارة عن بناء محكم من المجرات، وكذلك لا يشكون أبداً في أن الكون يتوسع بسرعة... والسؤال: أليس هذا ما أكده القرآن قبل أربعة عشر قرناً؟!

الأحد، 26 أغسطس 2012

سعــد بــن عبــــادة - الكريم

>>>>>>> سعــد بــن عبــــادة - الكريم - <<<<<<<

إنه سعد بن عبادة -رضى الله عنه- زعيم الخزرج، وحامل راية الأنصار، أمه عمرة بنت مسعود من المبايعات وقد توفيت بالمدينة فى زمن الرسول سنة خمس هجرية، وكان يكنى أبا ثابت، وأبا قيس،كان يكتب بالعربية فى الجاهلية، وكان يحسن العوم والرمى؛ ولذلك سُميَ الكامل... وقد أسلم مبكرًا، وحضر بيعة العقبة الثانية مع سبعين رجلاً وإمرأتين من الأنصار، وكان أحد النقباء الإثنى عشر.ورغم أن سعدًا كان سيد قومه، لم تمنعه تلك السيادة من أن ينال قسطًا من تعذيب قريش، وذلك أنه بعد أن تمت بيعة العقبة الثانية، وأخذ الأنصار يستعدون للسفر والرجوع إلى المدينة، علمت قريش بمبايعتهم للنبى، وإتفاقهم معه على الهجرة إلى المدينة ليناصروه ضد قوى قريش، فجن جنونهم، وطاردوا المسلمين، حتى أدركوا منهم سعد بن عبادة، فأخذه المشركون، وربطوا يديه إلى عنقه، وعادوا به إلى مكة حيث إلتفوا حوله يضربونه، وينزلون به أشد العذاب... يقول سعد: فوالله إنى لفى أيديهم إذ طلع عليَّ نفر من قريش فيهم رجل وضئ، أبيض، شعشاع من الرجال(يقصد سهيل بن عمرو)، فقلت فى نفسى: إن يك عند أحد من القوم خير، فعند هذا، فلما إقترب منى رفع يده فلكمنى لكمة شديدة، فقلت فى نفسى لا والله، ما عندهم بعد هذا من خير، فو الله إنى لفى أيديهم يسحبوننى إذ جاء إلى رجل ممن كان معهم فقال: ويحك، أما بينك وبين أحد من قريش جوار؟ قلت: بلى، كنت أُجير لجبير بن مطعم تجارة، وأمنعهم ممن يريد ظلمهم ببلادى، وكنت أجير للحارث بن حرب بن أمية، فقال الرجل: فاهتف باسم الرجلين، وأذكر ما بينك وبينهما من جوار، ففعلت،وخرج الرجل إليهما، فوجدهما فى الكعبة، فأخبرهما أن رجلا من الخزرج
يضرب بالأبطح، وهو يهتف بإسميهما أن بينه وبينهما جوارًا، فسألاه عن إسمى، فقال: سعد بن عبادة، فقالا: صدق والله، وجاءا فخلصانى من أيديهم...وعندما هاجر الرسول وأصحابه إلى المدينة إستقبلهم سعد خير إستقبال، وسخر ماله لخدمتهم، وعرف سعد بالجود والكرم، فكان يبعث كل يوم جفنة من ثريد اللحم أو ثريد اللبن أو غيره فكانت تدور مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بيوت أزواجه...وبلغت شهرته في ذلك الآفاق، وكان دائمًا يسأل الله المزيد من رزقه وخيره، فيقول: اللهم هب لى مجدآ، لا مجد إلا بفعال، ولا فعال إلا بمال، اللهم إنه لا يصلحنى القليل، ولا أصلُح عليه...وكان الرجل من الأنصار يستضيف واحدًا أو إثنين أو ثلاثة بينما هو يستضيف ثمانين، وكان مناديه يصعد أعلى داره وينادي: من كان يريد شحمًا ولحمًا فليأت. وقد دعا له النبى فقال:اللهم إجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة...وكان سعد يجيد الرمى، وكانت له فدائية وشجاعة فائقة، قال عنها بن عباس -رضى الله عنهما-: كان لرسول الله فى المواطن كلها رايتان؛ مع على راية المهاجرين، ومع سعد بن عبادة راية الأنصار...وقد وقف سعد بن عبادة موقفًا شجاعًا فى بدر، حينما طلب النبى مشورة الأنصار، فقام سعد مشجعًا على القتال، فقال: يا رسول الله، والذى نفسى بيده لو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا...وفى غزوة الخندق تجمعت القبائل الكافرة ضد الإسلام، وحاصرت المدينة، وعرضت قبيلة غطفان على النبى أن ينسحبوا من جيش الأحزاب، ولا يقفوا مع الكفار، فى مقابل أن يأخذوا ثلث ثمار المدينة، فشاور الرسول كلا من سعد بن عبادة وسعد بن معاذ فى هذا الأمر، فقال سعد بن عبادة: يا رسول الله، أمرًا تحبه فنصنعه، أم شيئًا أمرك الله
به، ولابد لنا من العمل به، أم شيئًا تصنعه لنا؟ فقال رسول الله:إنما هو شيء أصنعه لكم، لما رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة فقال سعد بن معاذ: والله يا رسول الله، ما طمعوا بذلك منا قط فى الجاهلية، فكيف اليوم؟ وقد هدانا الله بك وأكرمنا وأعزنا، والله لا نعطيهم إلا السيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم. فقال رسول الله:فأنت وذاك...وبعد وفاة النبى إجتمع الأنصار فى سقيفة بنى ساعدة، وإلتفوا حول سعد بن عبادة منادين بأن يكون خليفة رسول الله من الأنصار، ولكن عمر بن الخطاب وأبا عبيدة بن الجراح رأيا أن أبا بكر أحق بالخلافة بعد رسول الله، فتكلم أبو بكروقال: لقد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو سلك الناس وادياً، وسلكت الأنصار وادياً سلكت وادى الأنصار ولقد علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال – وأنت قاعد-: قريش ولاة هذا الأمر فبر الناس تبع لبرهم وفاجرهم تبع لفاجرهم، فقال له سعد: صدقت نحن الوزراء وأنتم الأمراء، وبايع سعد أبا بكر -رضى الله عنه- بالخلافة، وتوفى سعد فى الشام بقرية حوران سنة ((13)) هجرية فى خلافة عمر بن الخطاب -رضى الله عنه
· · · أمس في الساعة 08:32 مساءً‏ بالقرب من Cairo, Al Qahirah

أبى بن كعب -ليهنك العلم، أبا المنذر

>>>>>>>أبى بن كعب -ليهنك العلم، أبا المنذر - <<<<<<<

هو أُبى بن كعب بن قيس من الخزرج وأمه صهيلة بنت النجار، وهى عمة أبى طلحة الأنصارى. كان أّبى بن كعب من فقهاء الصحابة، وكان من كُتَّاب الوحى، ومن إعتبر من أفضل قرّاء القرآن، وهو أحد الإثنا عشر الذين بايعوا الرسول فى بيعة العقبة الأولى،وقد شهد بيعة العقبة الثانية، وبعد الهجرة آخى الرسول بينه وبين سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل .وقد أسند إليه النبى مهمة تعليم الوفود القرآن وتفقيهها فى الدين وكان النبى إذا غاب عن المدينة يستخلفه لإمامة المسلمين فى الصلاة وقد قال عنه عمر بن الخطاب: "سيد المسلمين أبى بن كعب".وقد شهد له الرسول بأنه أقرأ الأمة؛ فقال: "أرحم أمتي بأمتى أبو بكر، وأشدهم فى أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقرؤهم لكتاب الله أُبيّ بن كعب، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ألا وإن لكل أمة أمينًا، وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح".وقد أخذ عن أُبيّ قراءة القرآن: ابنُ عباس، وأبو هريرة، رحمهم الله، وكانأول من كتب لرسول الله عند مقدمه المدينة أبى بن كعب ، وهو أول من كتب فى آخر الكتاب: وكتبه فلان وكان أُبيّ إذا لم يحضر دعا رسول الله زيد بن ثابت فكتب.وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يومآ : "ألا أعلمك سورة ما أنزل فى التوراة ولا فى الزبور ولا فى الإنجيل ولا فى القرآن مثلها؟" قال: بلى قال: "فكيف تقرأ إذا قمت تصلى؟" فقرأ بفاتحة الكتاب، قال: "هى هى، وهى السبع المثانى والقرآن العظيم الذى أوتيتُه".وكان من أحرص الناس على حفظ القرآن الكريم، قال له رسول الله يومًا: يا أبى بن كعب، إن الله أمرنى أن أقرأ عليك: {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب} [البينة: 1]، فقال أُبى فى نشوة غامرة: يا رسول الله: بأبى أنت وأمى، آلله سمَّانى لك؟ فقال الرسول : نعم بإسمك ونسبك فى الملأ الأعلى، فجعل أبى -رضى الله عنه- يبكى من شدة الفرح...وكان -رضى الله عنه- واحدًا من الستة أصحاب الفُتْيَا الذين أذن لهم رسول الله بالحكم فى حوائج الناس، وفض المنازعات التى تحدث بينهم، وردِّ المظالم إلى أهلها، وهم: عمر بن الخطاب، وعلى بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وأبى بن كعب، وزيد بن حارثة، وأبو موسى الأشعرى.وكان ممن جمعوا القرآن على عهد رسول الله ؛ وسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم يومآ : "يا أبا المنذر، أتدرى أى آية من كتاب الله معك أعظم؟" قال: "اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ".فضرب في صدره وقال: "وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ".وقد كان مستجاب الدعوة وشهد مع رسول الله غزوة بدر , ويوم أحد قال الرسول لأصحابه: "من يأتينى بخبر سعد بن الربيع؛ فإنى رأيت الأسنة قد أشرعت إليه؟" فقال أبى بن كعب : أنا. ووصل إليه فوجده يلفظ أنفاسه الأخيرةفقال له سعد : أَقْرِئ على قومى السلام وقُلْ لهم: يقول لكم سعد بن الربيع: اللهَ اللهَ وما عاهدتم عليه رسول الله ليلة العقبة، فوالله ما لكم عند الله عذر إن خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف. فلم يبرح حتى مات، فرجع إلى رسول الله فأخبره، فقال : "رحمه الله، نصح لله ولرسوله حيًّا وميتًا".وقد شهد كل الغزوات مع النبى...وبعد إنتقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى الرفيق الأعلى ، ظل أبى على عهده فى عبادته وقوة دينه ، وكان دوما يذكر المسلمين بأيام الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويقول : لقد كنا مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ووجوهنا واحدة ، فلما فارقنا إختلفت وجوهنا يمينآ وشمالآ وعن الدنيا يتحدث ويقول :إن طعام بن آدم ، قد ضرب للدنيا مثلآ ، فإن ملحه وقذحه فانظر إلى ماذا يصير ؟ولما وقع الناس فى أمر عثمان قال له عبد الرحمن بن أبزى: أبا المنذر، ما المخرج من هذا الأمر؟ قال: "كتاب الله، وسنة نبيه ما إستبان لكم فاعملوا به، وما أشكل عليكم فكلوه إلى عالمه".وكان رضى الله عنه يقول :تعلموا العربية كما تعلّمون حفظ القرآن. وكان يقول : الصلاة الوسطى صلاة العصر. وقال أيضًا: ما ترك عبد شيئًا لا يتركه إلا لله إلا آتاه الله ما هو خير منه من حيث لا يحتسب، ولا تهاون به فأخذه من حيث لا ينبغى له إلا أتاه الله بما هو أشد عليه...وكان -رضى الله عنه- لا يخاف فى الله لومة لائم، وكان من الذين لا يطلبون من الدنيا عرضًا، فليس لها نصيب فى قلوبهم، فعندما إتسعت بلاد المسلمين ورأى الناس يجاملون ولاتهم فى غير حق قال: هلكوا وربِّ الكعبة، هلكوا وأهلكوا، أما إنى لا آسى عليهم ولكن آسى على من يهلكون من المسلمين. وكان ورعًا تقيًّا يبكى إذا ذكر الله، ويهتز كيانه حين يرتل آيات القرآن أو يسمعها، وكان إذا تلا أو سمع قوله تعالى: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابًا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعًا ويذيق بعضكم بأس بعض أنظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون}_[الأنعام: 65]، يغشاه الهم والأسى.وقد روى أن رجلآ من المسلمين، قال يا رسول الله: أرأيت هذه الأمراض التى تصيبنا وما نلاقيها؟ قال: كفارات، فقال أبى بن كعب: يا رسول الله، وإن قَلَّتْ؟ قال: وإن شوكة فما فوقها، فدعا أبى أن لا يفارقه الوَعْك حتى يموت، وأن لا يشغله عن حج، ولا عمرة ولا جهاد، ولا صلاة مكتوبة فى جماعة، فما مس إنسان جسده إلا وجد حرَّه حتى مات... وكان عمر يجل أبيَّا، ويستفتيه فى القضايا، وقد أمره أن يجمع الناس فيصلى بهم فى المسجد صلاة التراويح فى رمضان، وقبلها كان يصلى كل إنسان وحده...وقد روى أبى بن كعب -رضى الله عنه- بعض الأحاديث عن رسول الله وروى عنه بعض الصحابة والتابعين، وقال له رجل -ذات يوم- أوصنى: فقال له أُبيُّ: إتخذ كتاب الله إمامًا، وإرض به قاضيًا وحكمًا، فإنه الذى إستخلف فيكم رسولكم، شفيع، مطاع، وشاهد لا يتهم، فيه ذكركم وذكر من قبلكم، وحكم ما بينكم، وخبركم وخبر ما بعدكم. وقد توفى -رضى الله عنه- سنة ثلاثين هجرية، ويوم موته رأى رجل الناس فى المدينة يموجون فى سككهم، فقال: ما شأن هؤلاء؟ فقال بعضهم: ما أنت من أهل البلد؟ قال: لا. قال: فإنه قد مات اليوم سيد المسلمين، أبى بن كعب